چنگار/زهراء لطيفي

چنگار/زهراء لطيفي

– أكرهه بشدّة وبعنف لا یفارق جسدي النّحيل، يلامسه بأوتاره الخفيّة، باعثاً ترانيم الوجع والملل يداعب خدودي الوردية.


تحدثني عن معذبي الأوردة چنگار وعن مغامرته العنيفة بالقرب من النّهر وقبلاته اللاسعة. إنها لا تعرف متی وکیف تسلّل إلى فؤادها الرّهيف حيث يمنعها من ترك الفراش ويشدّها من خصلات شعرها بعنف تاركاً خلفه مجموعة من الكدمات الزّرقاء وعن محاولاته الفاشلة لإرغامها للانصياع لمطالبه ومحاولاتها البالية للهروب. لقد ذكرت لي مرة عن محاولتها بعد ما دخلت عليها قَيْنَتها حاملة بيدها معجونا منوّما يمنحها فرصة للهروب ولكن كيف وعلى أي أساس ترتشفه لا تجد طريقة إلاّ أن تضع على جسدها وتدهنه بالكامل. بقيت طريحة الفراش إلى أن بدأ يزحف نحوها من جديد ويمسح فمه بوجها النّاعم ويلتهم بشفتيه الجافتين الظّامئتین رقبتها. كأنه يشم فريسته ويسمع صهيل خلاياها كرجل ظمآن يرتوي لأول مرة يشعر بحرارة جسمها الملتهب من خلال قميص النّوم الحريري الرّقيق الّذي ترتديه حيث شبعت رغباته وارتوت نزعاته الأخيرة تاركا خلفه جسما لا يقوى على الرحيل لكن رغبتها في العيش خارج هذا القصر الأنيق الشّاحب لا تحمل سوى تخبطات الشّوق وعثرات الحنين إلى حياة أجمل. لقد سقط على الأرض وأصبح جثة هامدة بلا حراك.
في الممر بين لوعة الألم والاشتياق تصطدم بقينتها الجميلة ليلی حيث ترغمها أن تعود إلى الفراش.
– اسمحي لي يا ست ليلى، لم أستطع النّوم فرصة أخرى فقط، لا أريد أن أسبب لك أىّ مشاكل دعيني أشم رائحة المطر ألا ترين كيف يزخ بقطراته الذائبة مناديا إياي؟!
– أيتها الفتاة العنيدة، كالعادة أقنعتني بكلامك، أخرجي ولا تتأخري قد حان موعد “الویدازا “
بدأت تتأرجح بين الفينة والأخرى متكئة على جدران مشيّدة وطويلة تحسب خطوات لم يبق منها إلاّ القلیل كادت تضغط على مقبض الباب لولا حارس البوابة. رجعت إلى الخلف وجلست تحت نور القمر الّذي
انسلّ من خلف الستائر وأضاء وجهها الشاحب،
لا بدّ أن تنتظر من ثم بين اليقظة والنّوم ترى نفسها كأن شيئاً غامضاً يضغط على أنفاسها الورديّة فلا تستطيع … وما أن فتحت عينها حتى رأت نفسها في الحديقة تسقي الشّجر.

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات