وميض الحرمان/زينب رحيم

وميض الحرمان/زينب رحيم

يموت الحبرُ أحيانًا..
هُنا
على رفِ مكتبةٍ خاوية..
على كرسيّ متحرّك هُجر منذ عقود
على أزقةٍ باتت لا تحملُ رائحة الشهداء
لا تحملُ صرخات الثكالى…

سماؤنا لم تعد تحملُ غيثًا
امتلأ جوفها..
ولدت لهم ناطحات سحاب
وولدت لنا دخانٌ..
قضت على آخر نقطة أمل
واندثرت…
تغلقُ إلى الأبد أعينٍ حالمة
لم تعد تنثر عبق النظرات..

لا مفر…

تجرّني أحرفٌ ضاعت في متاهات القواميس
تجرّدني من أحلامي
تكادُ الأبجديّةُ تصرخُ عجزًا

متعبون، قلوبنا عصافير أتقنت الرحيل
تُحلّق حينما يغرّد الآخرون
تحت مجهر الاضطهاد
لن يرانا أحد..
نقطةٌ بعيدةُ الأمد
الحبرُ يسيلُ على سكة الموت
والنّاس تدور على دائرة اللا شيء
بين ضجيج صامت..
أصواتنا تعرّقلت في مسامع المجانين
فأجهشوا بالبكاء..

“زينب رحيم”

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات