وطن /ثامر الصالح الهليچي

وطن /ثامر الصالح الهليچي

بذل جهدا كبيرا من أجل كتابة روايته الّتي عاشها قبل عقود من الزمن وقد تحوّلت أحداثها في مخيّلته كتلال كتب في غرفة عاشق للقراءة قد جعلته الأسقام طريح الفراش وهنّ بجواره لا يقوى على ترتيبهنّ فوق رفوف مكتبته.

رواية حقيقيّة خالية من نسيج الخيال.

حتّى بزغ فجر ذلك اليوم الّذي بلغت الرواية أشدّها وتعانقت الكلمات بالأوراق معانقة الأسير لأمّه بعد غياب طال سنوات عديدة، وبدا جبين كاتبها يسطع سرورا ويكاد يحلّق في السموات بهجة وفرحا.

فلمّا سعى أسابيعا من أجل تحقيق أمنيّته وهي طباعة روايته متنقّلا بين الدوائر المختصّة بالأمر شاحذا نفسه بالصبر على الحجج التافهة الصادرة من ذوي النفوس المريضة طامحا للوصول إلى غايته، إذ تفاجأ بإبلاغه في اليوم الأخير بصراحة كاملة إنّ محاولاتك أيّها العدوّ لا تبوء سوى بالفشل، والسبب هو إسم رجل روايتك: وطن.

فتمّ تحذيره بعدها من المحاولة والمراجعة ثانية لطباعتها وتهديده بالعقوبة الّتي تليق.

فبقيّ صامتا كجثّة هامدة لفترة حتّى عاد لبيته وقد عشعش اليأس في داخله وبقيّت الرواية فوق رفّ النسيان دون أن يقرءها أحد، تاركا عليها ورقة مكتوب فيها: كلمة الوطن تخيفهم!.
وطن وطن وطن.

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات