جلس على الكرسي المعتاد في زاوية المقهى. دون أن يطلب شيئا، وصل كوب قهوته على الطاولة. كانوا يعرفون بأن قهوته مرة. فجأة دخلت فتاة يافعة وجلست أمامه. لم يقدر على أن يصرف نظره عنها.
رأى الجميع ملامح وجهه التي تغيرت. لم يكن بعمر يسمح له أن يحب. كان كبيرا في العمر. خط الشيب على جبينه، ملامح إنسان أرهقته الحياة.
هرول مسرعا خلفها وبيده دمية صغيرة. وبصوت تغلب عليه التعب قال لها: حور، هذه دميتك يا ابنتي.
كانت الفتاة تشبه ابنته حور التي توفيت في الحرب.
حرب شنت على حياته دون سابق إنذار وسلبت منه أجمل ماكان يملك.
مريم بني سعيد