لكل منّا روحُ تعانق روحه،
عالم الروح مكتض بالأرواح والضجيج وهتافات تمر كمطر الصيف، روح قد تلاشت مع ندی شاطئ الأفكار وتنادت مع نسائم الهواء إلى موطن الذكريات.
كلنا نتنسم تلك الرياح ونلامس اللحظات التي مرَّت مع من نحب من أم، أخ، أو حبيب.
أرواحٌ تتعانق ولا زالت وتتقاسم مر الأيام ولذاتها، إلى أن تَغَيَّبوا وابتعدوا.
لن يؤثر ابتعاد الجسد فينا فأرواحنا تلتقي حتى لو كانت في أرجاء السماوات وتقطف جمال تلك اللحظات كقطف الورد في التلال والحقول.
بعضنا لا يعيش ذلك العناق أو لا يريد.
انكسرنا كثيرًا لكن ما نزال نحيا بالانكسار رغم النجاح الذي يبهر به الجميع.
وتبقى الذكرى ذكرى ولن ترحل وتطيب في أنفسنا حتى ذكريات جميل ستبقى جميلة وسيأتي يوم ونلتقي بالروح التي أضعناها في تلك الصحراء القاحلة وعندما یأتی جمیل سیبهر هذا العالم الغامض بجماله، سنکون کلنا سعداء ونسرع ونمسك بأيديهم ونملئ فراغ أصابعنا وقلوبنا ونستدير وندير متاعنا إلى وجهة أخري من الدنيا ونجعل منهم مأوى وآفاق تطير بها أمانينا ونرفع أيدينا إلى السماء مهللين يثني الواحد على الأخر بعد هذا اللقاء.
تموت الأماني وتحيا بالذكريات على نسق هذه الحياة.
جميل =استعارة من القدر الجميل
ميساء حمادي “الهفوة”