مريم/فاطمة خنافرة

مريم/فاطمة خنافرة

كنا صديقتين مقربتين  جدا. سبع سنوات  في صف واحد وجنبا إلى جنب. تعرفنا على بعضنا منذ الثانوية. كنا من الطالبات المتفوقات جدا  في المدرسة.


جمعنا عامل مشترك وهو حبنا للأدب العربي. كنا نعشق القصص و الأشعار العربية. وهذا حفزنا أن نحضّر للدرس العربي قبل  المعلمة ونقوم بتعليمه طوعا  للطالبات.( بعد طلب الإذن منها).
  منافسة قوية وممتعة. طوبى لمن تختارها المعلمة للتدريس.  تقوم من مکانها  وكأنها  الملكة بلقيس. شعور لا يوصف. ومتعة لا مثیل لها. شغفنا  للحصّة  العربيّة جعل الطالبات غیر العربیات يحببنها أيضا.
وهكذا مرت الأيام ونحن نحلم بمدرسة عربية وطالبات ومعلمات  بزيّ عربي .
ولكن، في أحد الأيام  وتحدیدا یوم الأحد( عام ۱۳۹۸) تفاجئنا بخبر وفاة مريم.
والمفجع والمؤلم سبب وفاتها؛ وهو
الانتحار!
صدمة ما بعدها صدمة.
بطرفة عين فقدتُ أختا وصديقة  ومنافسة ذكية. لم أكن مستعدة لتلك المصيبة. فقدت روحي بفقدها. ما أصعب الخبر وتصديقه.  كيف ولماذا ومتى وألف علامة استفهام خطرت على بالي فى لحظة واحدة. لازمت السرير لخمسة أيام. جفت دموعي، لكن  مهجتي المفجوعة لا تتوقف من الغليان.
كيف أنسى  ذكرياتنا الجميلة؟
كيف  أتأقلم مع ألم رحيلها؟
وكيف أنسی تلك الملامح العربية الجميلة؟
لماذا يا مريم؟  لماذا يا صديقتي الجميلة؟
أتتذكرين يا جميلتي كنا نخطط إذا تخرجنا من الفرع العربي  نترجم كل الروايات العربية.  ونؤلف كتبا من قصص أجدادنا.
أتتذكرين عندما تعاهدنا أن  لا نفرط بزيّنا العربي مهما ارتقت  درجاتنا العلمية. 
لكن ما الذي دفعكِ  يا عزيزتي المؤدبة والحنونة على الانتحار؟
عرفت الحقيقة.
أرغموك  على ترك الدراسة والزواج من ابن عمك المدمن وخريج السجون. هدموا كل  أمنياتك .
لذلك  قبل  أن تبدأ حياتك بموت بطيء وموجع؛ وقبل أن تنتهي  أحلامك  وأمانيك؛ أنت كتبت  السطر الأخير لرواية حياتك.
كل عام وفي ذكرى فراقك، أفتح دفتر أشعارنا وأغمض عينيّ الممتلئتين بالدموع وأحاول  الرجوع إلى  الماضي .
أنت هنا  يا حبيبتي. أشعر بدفء يديك، وهي تمسح الدموع  من وجنتي.
  تهمسين  القصائد والأشعار في أذني. وأنا أندمج مع الأشعار وأطير حيث تأخذني الروايات.
ليتني أجدك في إحدى الروايات يا صديقتي.

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات