مرآة الذوات/محمود الباوي

مرآة الذوات/محمود الباوي

إذا ما بطفل الشک أنجبه الفکر
وألقاه في یمٍ یواعده الغدرُ

وسار علی مهلٍ کبسمة ثائرٍ
هوی میتاً کي یستقل به النصرُ

الی حتفه یسعی لینشأ واثقاً
الی قیده یسعی لیکسره الحرُ

هو الشک ردعٌ لإختبار یقیننا
تصلب فیه الجدُّ وإنهدم الذعرُ

ومنذ إنبعاث الوجد في قلب مؤمنٍ
عرفتُ بأن العقل یؤمنُ لا الصدرُ

فما آمن المذعور إلا لریبةٍ
وما آمن الموفور لو خانه وفرُ

وآمنت رغم العُدم وهو جحافلٌ
تصول بلا قوتٍ ویصحبک الشکرُ

أمیرٌ وفي عینیک موجُ تواضُعٍ
فتحیا ببر الله لکنک البحرُ

ووجهک مرآة الذوات بغورها
یُری کلَّ شئٍ لا یکدرها أمرُ

وعقلک صِلب الإنفتاح مولدٌ
ویصقله بالفکر لو صدأ الفکرُ

فکنت کما شاء الإله حقیقةً
یرونک إعجازاً ویحسدک السحرُ

فما عرفوک الناس وإسمک واضحٌ
فکیف بمعروفٍ ولکنه سرُّ فآمنت حتی قیل أنّک جاعلٌ
تقدّمت حتی ملَّ وإنسحب الدهرُ

تضمنک الشعرُ إبتغاء حیاته
فلو لم تکن بالشعر لإنقرض الشعرُ

محمود الباوي

٢٠١٨

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات