لقاء: مع الشاعر المتألق یوسف السرخي

لقاء: مع الشاعر المتألق یوسف السرخي
  • المحاور: فهد الباجي

 

  • يوسف السرخي الشاعر حدثنا عن يوسف الإنسان!

لا يمكن أن تناقش الإنسان دون النظر إلى شعوره وأفكاره ورؤيته! والشعر برأيي ليس مهنة بل تجربة إنسانية مستمرة تتخذ أشكال متعددة من التعبير.

  • حدثنا قليلا عن بداياتك، عن أول قصيدة وسببها؟

هذا سؤال نمطي جداً، سأحدثك عما أكتبه اليوم فقط!

 

  • هل أثرت الطبيعة المحيطة بك في اشعارك؟
    و ما هو نتاج هذا التأثير؟

بالطبع كلّ ما نكتبه ينشأ عن علاقتنا بالظرف الذي نعيشه، ليس هناك إنفكاك أبدا. إعادة صياغة العلاقة بيني وبين الأشياء، هذا ما يجعلني أتصور النصّ تجسيدا لعلاقتي باللحظة التاريخية التي أعيشها.

 

  • إصداراتك الشعرية حدثنا عنها و بالتحديد ديوان “هو وهو”؟

“منفرد بعمق القمر تم اصداره في عام” 2012، لقد قلت الكثير عنه لاسيما في حوار سابق مع مجلة حبر أبيض، أما “هو وهو” فلم يُصدر بعد، أنتظر الفرصة المناسبة لنشره في محيط ناضج أدبيا وثقافيا.
” هو وهو” كانت تجربة فريدة بالنسبة لي، بداية تلمس طريقي الخاص في القصيدة، معها صرت أكتشف مساحات جديدة في لغتي الشعرية وسأسعى إلى تطويرها خلال الأعمال القادمة. بالطبع ستكون أعمالي القادمة وانطلاقا من هذه المجموعة تتجه نحو النثر أكثر من الشعر، النثر الروائي! فالرواية ديوان العرب ومعها نستطيع اجتراح مساحات أوسع لاعادة صياغة الذات وروايتها.

 

  • قلت في حديث سابق أن الكاتب الأهوازي يتأثر أكثر من اللازم في الأدب الفارسي
    مما يجعله بمكانة مترجم لا مبدع
    وضح لنا أكثر حول هذا الموضوع من فضلك و
    بنطاق أوسع ألم يتأثر يوسف بالأدب العالمي ؟

 

لم أقل ذلك، لقد ناقشت السؤال: هل الأدب الفارسي يخدمنا، نعم ولكنه لا يستطيع أن يقدم لنا الكثير وذلك لارتباطه بمنظومة فكرية تقصي الآخر، حيث أن الادب الفارسي يتمحور حول الذات ويقدسها ويقصي الهامشي من اللغة والجمال. أما الأدب العالمي فأنا متأثر بالنظرية الأدبية أكثر من الأدب بحد ذاته وكنصوص تعود لأشخاص وجدوا فعلا.

 

  • شعرك أثار الجدل في الأوساط الثقافية خصوصا بعد أن نشرت مجموعتين من الشعر الحداثي، حدثنا عن ذلك؟

أعرف الكثير عن هذا الجدل، ولكنّي من الذين لا يتابعون الأخبار والتعليقات ولا أجيد الرد عليها. كما لا أجيد الاحتفاء بمنجزي الشعري والأدبي، لأنّ الاحتفاء يجب أن يكون بحجم المنتوج، حتى نستطيع معرفة المنطقة التي نقف عليها بشكل أفضل! في عام 2012 نشرت عدة مقالات تحت عنوان ” الفن وضرورة التأسيس” تناولت فيها كل القضايا التي مازلت أجد نفسي أشتغل عليها نظرية وممارسة، وهي تأسيس خصوصية ثقافية لنا، النقد برأيي في الأهواز مازال متأخراً عن هذه الرؤية وليس لديه رؤية واضحة في هذا المجال.

 

  • متى تكتب الشعر؟

لا أعرف!

 

  • ماهي رسالتك من الشعر؟

ليس هناك رسالة محددة، ولكن الحرية هي طريقي الوحيد نحو الشعر والكتابة.

 

  • ماهي المواضيع التي تتطرق لها في شعرك والسبب في اختيارها؟

كل المواضيع مؤهلة حتى تكون موضوعا شعريا، حبيبتي، الوجود الأرض، الصراع، الحرية، هي المواضيع المثيرة بالنسبة إلي، هذا إذا اعتبرنا القصيدة لها موضوع أصلا.

 

  • هل لك تسرد لنا اقوال النقاذ حول شعرك؟

لم أتابع النقد ولا يهمني صراحة، لأني أعتقده تأويلا شخصيا للنص لا أكثر.

 

  • هل لك أن تسرد لنا القليل من ديوانك الشعري الاخير، تجد نفسك به؟

في وسعة أبعاد حلمها الدائري، ولدتُ توأمين
هو وهو
لملمت نثار صمتهما المبحوح في زوايا قماط من تراب
أما أخطاءهما النحويّة فتفادتها بدمعتين

 

  • كيف تحدثت عن المراة في شعرك؟

المرأة هي بداية الخلق، والصورة النهائية لمفاهيم الكينونة والوجود، بالنسبة لي المرأة ليست للإمتلاك كما مازال سائداً في ثقافتنا بل للتأمّل، ولا أحبّذ الأقوال الشائعة بأنها نصف المجتمع أو كله وأن المرأة هي الأم والأخت، إنها كائن بشري يستحق مساحته الخاصة من هذا العالم! المرأة كسبت هويتها من خلال الرجل، حتى تصورها عن نفسها هو نتاج عقلية الرجل. لذلك يجب أن نسعى إلى تفكيك تلك المنظومة التي بقيت متماسكة منذ قرون من خلال النص. المرأة ليست كمل نتصور بل كما هي تكون!

 

  • ماهي مشاكل الشاعر الأهوازي المعاصر؟

أن يكون مستقلا في إنتاجه الشعري، النشر والتوزيع، وجود مؤسسات مستقلة عن السلطة تدعمه دون المقايضة على بكارته السياسية. هذه كلها مشاكل يجب أن نفكر في حلّ لها. الشاعر مؤسس وليس مترفا يجوب القاعات بحثا عن مكبرات الصوت.

 

  • ما هو دور المؤسسات الثقافية في دعم الشاعر الأهوازي؟

المؤسسات المستقلة هي التي تستطيع أن تحفظ ماء وجه الشاعر وليس دونها، خلال تجربتي وجدت أن المؤسسات الثقافية المرتبطة بمراكز السلطة وبدرجات متفاوتة تنفذ عملية الرقابة على الكتاب والشعراء على حد سواء، وتسعى بعض الأحيان إلى النفخ في شخصيات عادة لا تضرّ ولا تنفع وتعود إلها ببعض الاعتبار في الساحة الثقافية. هذه معضلة كبيرة ويجب التفكير فيها مليّاً!

 

  • الى ماذا يحتاج الشاعر الأهوازي؟

المزيد من القراءة والتجريب!

 

  •  انت إنسان لا تحب القيود
    لا تؤمن بالخطوط الحمراء
    عرفت هذا الشي من خلال متابعتي لك
    لاسيما عندما قلت في قصيدة بلادا لم تجدها علی الخارطة: “…لأني اراها قصيدة عمودية من خمسة ابيات” و…
    هل يوسف كذالك ام لك رأي أخر؟

نعم و أضف أنني أرغب بالفناء أكثر من الحياة، وجدنا لكي نخلق العالم من جديد، لهذا أشمئز من نظرية العود الأبدية أو تناسخ الأرواح!

 

  • موقع انا مثقف كمنصة إعلامية حاول ان يساهم في تطور مسيرة القصيدة النثرية و إيصال صوتها الی الأهواز و خارجه
    لاسيما بلقاءته مع الناقدة سماهر اسد و سعيد ابوسامر و حالياً مع يوسف
    (طبعاً و للذكر إن الدكتور جمال النصاري رفض اللقاء لدلائل غامضة بقت لنا، كما نوجه له أحر تحياتنا)
    ماذا لديك ان تضيف لنا علی ما اسلفوه زملائك حول هذا النمط الشعري الحديث؟

أن الشعر الحديث هو تجربتنا الأولى في النظرية الأدبية وتطبيقها، في الشعر الشعبي كانت هناك محاولات جيدة ولكن أصابها الضمور والتكرار لاحقا، أما الفصيح فلابدّ أن يمتلك خصوصيته ويعمل على مواضيع جديدة وأشكال أكثر جرأة وتعبيرا.

 

  • ماهي طموحاتك المستقبلية؟

أن أكون مساهماً في بناء المؤسسة الثقافية الأهوازية.

 

  • ماذا تعني لك هذه الأسماء:

-القصيدة النثرية: معركتنا من أجل الحرية

-الهجرة: العودة إلى الذات، فكلما ابتعدت اقتربت أكثر من نفسي
-الوطن: هو في كل مكان، مادام قلبك ينبض، إعلم أنك في وطنك!

-يونس السرخي: أخي قبل كلّ شيء!

-حي الدايره: البدايات والهامش، سأحمل عناوينه معي أبداً!

 

  • و كلمة أخيرة:إلى تلك التي أحببت: أتذكرنا عاشقين فقط ولاشيء بعد
    بعد الضفاف التي اجتزنا بلمحة وطن
    سأتذكرك أنت فقط
    أيتها الأغنية المتعرقة في أروقة الصدى
    ولاشيء بعد ذلك!

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات