- مَن هو عبدالأَمير الشُّويکي؟
أَنا عبدالامير الشُّوَيْکي(حسوني زاده) من مواليد 1338 شمسي في مدينة الفلاحيَّة.أَکملتُ دراستي الثانويَّة فی مدينة الفلاحيَّة و عملتُ في سِلك التَّربيه و التَّعليم في تدريس مادَّة اللُّغة العربيَّة.حصلتُ علی شهادة البکالوريوس و الماجِستير مِن جامعة آزاد عبَّادان.
- أَخبرني عن مشوارك في سياق الکتابة و التَّأليف؟
لديَّ ثلاثة مُؤلَّفات و الرَّابع علی وشك الإِتمام: المؤَلَّف الأَوَّل:مُعجم النِبراس المُنير في العاميَّة الأَهوازيَّة و جذورها الفُصحی.هذا المُعجم يتطرَّق إِلی المُفردات الأَهوازِيَّة التی لها جذور واصول في اللَّغة العربيَّة الفُصحی علی سبيل المثال:فی لهجتنا العاميَّة نقول:شرموخ جمع شراميخ و هي مقلوبة مِن مفردة شمروخ جمع شَمارِيخ الفُصحی.أَو نَعْلَة مقلوب لَعْنَة الفُصحی.أَو إِنْهِيَم الياء مُبدلة مِن جيم(ج) مأَخوذة مِن هَجَمَ و إِنْهِجَم الفُصحی. يُقال: «إِنْهِيَم بيتَه» أَي خربَ بيتهُ.
المؤَلَّف الثَّانی:«ديوان الشُّويکي» للمرحوم المُلاَّ مهدي الشُّويکي المُتوَفَّی بتاريخ 8/12/1345 هجري شمسي. هذا الدِّيوان منظوم في اللُّغة الفُصحی.و ليسَ هو ديوانُ شِعر فحسب،بل هو تاريخ للمنطقة و لکنَّهُ بصورة شِعر.يتطرَّق المرحوم المُلاَّ مهدي الشُّويکي فيهِ إِلی الأَحداث و الشَّخصِيَّات التي عاشت في القرن الثَّامِن عَشَر و التَّاسِع عَشَر و العِشرين في الفلاحيَّة و المُحَمَُّرة .و أَرَّخَ وفاة بعض الشَّخصِيَّات بأَبياتٍ مِن الشِّعر علی طريقة حساب الجُمَل.
المؤَلَّف الثَّالِث:«موسوعة اللَّهجة الأَهوازيَّة».هذه الموسوعة تناولت کُل ما يتکلَّم به المواطِن العربي الأَهوازي، سواءً کانت المُفردة عربيَّة لها جذور في الفُصحی أَو ليس لها جذور،دخيلَة أَو مُعربة.
- قبل سنوات قُمْتَ بتأليف کتاب اسميتهُ«موسوعة اللَّهجة الأَهوازيَّة»،ما هو الدَّافع الذي حَثَّك علی تأليف هذه الموسوعة؟
الباعِث الأَوَّل: هُوَ إِنِّي رَأَيتُ بعض افراد المُجتمَع الأَهوازي جَهلاً يَستخِفُّونَ و يَستهزؤُن بکلامِهِم العامِّي و يظنَّونَ أَنَّهُ ليسَ لهُ أُصولٌ و لا جُذورٌ،و أَنَّهُ أَتاهُم مِن فَراغ و طبعًا هذا خَطَأٌ فادِح و لا يَعلمون أَنَّ اللَّهجَة الأهوازيَّة لَها إَصولٌ وجذورٌ وطيدة في الفُصحی.و يَجِب علينا أَن نفتخر بِأَنَّنا و بعد مُرورکُلِّ هذه السِّنين و مع عدم وجود المُکوِّنات اللاَّزمة إِستطعنا أَن نُحافِظ علی لهجتنا.
الباعث الثَّاني:بِما أَنَّ اللَّهجَة الأَهوازيَّة غَنِيَّة بِالمُفردات الفُصحی ولکن مع بالِغ الأَسَف کان لا يُوجد لدينا مُعجَم أَو مَوسوعَة مُدَوَّنة نتباها بها،کباقي اللَّهجات العَرَبيَّة،کاللَّهجَة العراقيَّة،الکويتيَّة، السُّوريَّة،الأُردنيَّة و المصريَّة و هذا کانَ السَّبَب الأَصلي لتأليف هذه الموسوعة.
- هل لاقی هذا الکتاب إِقبالاً مِن قِبَل القُرَّاء و الدَّارسين؟ أَو شعرتَ بِأَنَّ القاريء مهتمٌ بالحصول عليه و تعلُّم اللهجة الأَهوازِيَّة؟
لله الحمد لاقی هذا الکتاب إِهتمامًا مِن قِبل الثَّلَة المُثقَّفة.و انتشرَ في کلِّ أَرجاء المُحافظَة و خارجها و الدُّوَل العربيَّة و خاصَّةً العراق و لُبنان و سوريَّة.
- کيف يکتب عبدالامير الشُّويکي و ماهي الأَجواء التي تستثيرُ قلمهُ؟
الأَجواء التي تُحِيطُ بي هي أَجواء اللُّغَة سواءً کانت اللُّغَة الفُصحی أَو لهجتنا العزيزة الأَهوازيَّة.أَنا شغوفٌ باللُّغة. أَکتُب لَيلَ نهار و لا أَعرفُ الکلل و المَلَل في مجال اللُّغة.أَوَدُّ أَن أَبحث عن أَصل و معنی کُل مُفردةٍ تطرقُ مسامعي.ومعاجِم اللُّغَة لا تُفارقني و لا أُفارقها.
- أَخبرني عن آلية طباعة و نشر الکتاب و الصُّعوبات و التَّحدِّيات التي قد واجهتها؟
لِلَّه الحمد حتی الآن لم أُواجه أَيِّ صُعوبة في مجال طبع المُؤَلَّفات التي قمتُ بِإِصدارها.ولکن الصُّعوبَة والعقبة الکؤُود لدَيَّ و لدی جميع الکُتَّاب و المُؤَلِّفين هيَ التَّکاليف و النَّفقات المادِيَّة التی يواجهونها لطبع مُنتجاتهم و لا توجد جهة حکوميَّة کانت أَو مدنيَّة لدعمهم و تخفيف مُعاناتهم.
- هل تفکِّر بتأليف کتاب آخر؟
نعم.بعون الله قبل خمس سنوات و بعد الفراغ مِن تأَليف موسوعة اللَّهجة الأَهوازِيَّة شَرَعتُ به مشروعٍ رابع و هو قيد التَّصحيح و التَّنقيح و هو أَيضاً مُعجم عربي– فارسي،يفوقُ علی الأَلفين صفحة و آلاف المُفردات. و بحول الله سوف يصدر إِذا تذَّلَلت الصِّعاب و العِقاب.
- ماهي نظرتك کمؤلِّف و کاتب في زمن السوشل ميديا و الإِنترنت؟ و لو تتفضَّل علينا بنصيحة منك. للقاريء لما يُکتب و يُنشَر مثل تلك الکُتُب ضمن المواقع الإِکترونيَّة؟
طبعًا إِنَّ الإِنترنت أَحدثَ ثورة و قفزة عظيمة في إِيصال المعلومَة للرَّاغبين و روَّاد العلم و المعرفة.لکن کما تعلمون إِنَّ بعض شبابنا و مُتعلِّمينا لا يَستثمرون هذه الإِمکانيَّات و منابِع العلم و المعرفة الهائلة بصورة جيِّدة و مُتقنة.و ينظرون إِلی السوشل ميديا و الإِنترنت کتسلية يَتسَلَّون بها.
- مَا رَأيك لما يُطبع و يُنشر في الأَسواق مِن کُتُب قد تکون احيانًا ذات قيمة و مضمون سيء و لِمَن تحمِّل المسؤليَّة في نشر تلك الکُتُب؟
الأَسواق فيها الجَيِّد و الرَّديء و المُفيد و المُضِرّ و الصَّالِح و الطَّالِح و الإِنسان العاقِل هو صاحب إِختيار في إِنتخاب ما بهِ الفائدة لهُ و لأُسرته و مجتمعه. قال الله في مُحکم کتابه المجيد:«وَ بَشِّر عِبادِ الَّذينَ يَستمعون القَول فَيَتَّبعون أَحسنه».و أَمَّا المسئوليَّة تقع علی الجهات المُختصَّة في مجال النَّشر.
- کلمة أَخيرة و نصيحة منك للشَّباب المُثقَّفين الذين يبحثونَ عن مُحتوی و صُنَّاع محتوی جَيِّدِين:
اوَّلاً أُوصي نفسي ثُمَّ شبابنا و شابَّاتنا الأَعزَّاء،الذين هُم صُّناع المُستقبل،أَقول لهم کما قال ابو الطَّيِّب المُتنبِّي:…«وخيرُ جليسٍ في الزَّمان کتابُ» أَي أُوصيهم بِمُطالَعة الکُتُب ثُمَّ المُطالعَة ثُم المطالعة.
نشکرُ لکُم أُستاذنا علی تخصيص وقتکم الثَّمين الذي منحتموهُ لنا لإِجراء هذه المقابلة.
المحاورة: أماني الكعبي