ماذا لو صمت العالم ليقرا روايتها ..؟
ماذا لو انسلت أنثى من الحبر..؟
لأنها كانت هكذا .. التاريخ يحدثنا عن الماضي عندما تقف الكلمات على مفترق الطرق.. عارية.. مرعوبه.. تتسكع ما بين ارتعاشات مساء وفجر الكلام ومن ثم تهرب خوفاً على نفسها من مهب الألفاظ، لتختبئ في رحم حبرها كم هو مؤلم
هي.. بكل شجاعه اقول سيدة الرواية الأهوازية في المستقبل القريب و سيدة لكل الأحتمالات، سيدة الأحاسيس العابرة للأحاسيس، والأنبهار الدائم بلقاء أول.. ووداع أول..
- س-من هي سندس علي الصاكي؟
ج-قد أکون سألت نفسي هذا السوال مرارا و الأدهی من ذلک أن في سیاق کل مرحلة من الحیاة تتطور الاجابات لدي من زوایا متعددة نظرا لحجم أهدافي في أمتداد مسیرتي الادبیة التي اترقب نشأتها منذ فترة لیست ببعیدة .و ما ینبغي قوله أن بحور الادب والفن لا قرار لها وأری نفسي ذلک النورس المُحلق حیث یُبسط جُنحه فوق الأمواج المتراقصة ،فتارة یطفو لیصطدم بجدار الأمواج لیرتوي .وتارة یُعانق سُحب السماء لیتحرر .
مع العلم أنني لم أقطن جنب البحور ولکن المدینة العریقة التي ترعرعت بأحضانها هي بحر من العلوم و الدهاء و شقفة من تاریخ العروبة السامیة. مدینتي الحویزة . أتممت دراستي الأبتدائیة حتی الثانویة تحت ظلالها . وبعد تخرجي توظفت بمکتبة ، التنمیة الفکریة للأطفال والیافعین (کانون پرورش فکری کودکان ونوجوانان) حصلت علی شهادة الخبرة من جامعة طهران في فرع الثقافة والفن . وقد طویت أروع صفحات حیاتي لمدة ۱۳عام مربیة و متصدیة للمکتبة بهدف ترویج وعي ثقافة قراءة الکتب لأطفال مدینتي . ومن ثم أنتقلت برفقة العائلة الی مدینة الأهواز لخوض تجربة شیقة من الحیاة .
- س-كيف بدأتي الكاتبة؟
ج- في الواقع کانت لدي هذه الموهبة والحب للغة منذ الطفولة وقد غرست ونمت بشکل عشوائي غیر مقصود .و أثناء عملي في المکتبة کنت أترجم القصص الفارسیة الی اللغة العربیة الفصحی لأشارک بمسابقات تقام علی صعید المحافظات في الاهواز . ثم بعد انتقالي الی الاهواز قبل أربع سنوات صرت أنشر خواطر غیر منسجمة وتعلیقات أدبیة في صفحتي الانستغرام. و شاءت الاقدار أذ تعرفت حینها علی أحد کادر موقع أنا مثقف وشجعني لنشر اول مقال لي کتبته في الموقع بعنوان(أجنحة من ورق) . ومنذ ذلک الیوم حتی یومنا هذا نُشرت لي مقالات مختلفة تتمحور حول مواضیع تخص الطفل و مکانة المرأة الأهوازیة و مضامین متعددة أخری و أیضا قصص قصیرة وتقاریر ثقافیة وأدبیة …وفي الآونة ألاخیرة بعد مشارکتي بورشة القصص القصیرة تحت أشراف الدکتور رضا آنسته أصبح لدي هاجس التعلم والخوض في جنس أدبي هام هو نقد وتحلیل القصص والروایات بفنیة ،علی وتر من الحب في الموقع وقد أصبح جزء لایتجزء من سندس علي .
- س-من هم الملهمون؟ وبمن تأثّرت في بداياتك؟
ج-هنالك شخص قریب الی قلبي جدا هو من کان ملهمي والأب الروحي لي في بدایتي وعليّ القول أن بدایة قلم الكاتب الحقیقي لاتنتهي یوما بنهایة قلمه مطلقا . لقد تأثرت بعمالقة کُثر منهم جبران خلیل جبران …كافکا…آلیف شافاق …جوستن بوبن المتمیز لدي دوما …بول سارتر …وأیضا الأدب العراقي الراقي .
- س-هل تعرضت سندس علي لانتقادات؟
ج- نعم أکید سیدي تعرضت للنقد مما حثني الی النمو والتطور وعدم الرجوع الی الخلف عن هدفي ورسالتي … في الواقع الأدب في جمیع المجالات یحتاج الی النقد دون شک وهما من جنس واحد متلاصقان یرتویان من الکأس نفسه لذلك برأیی الکاتب تکتمل الرؤیة الخصبة لدیه في مسیرته الادبیة عن طریق النقد الفني البناء الراقي والموضوعي . ولله الحمد أن لدینا نقاد و باحثین في الاهواز علی مستوی الادب العربي .
- س-ماذا تعني لك الكتابه؟
ج-الکتابة لي هي نفحات الروح والحیاة هي الامل المخملي . هي جُنح النوارس المحلقة . عالم خیالي أغوص به متی ما شعرت بخنقة مساحیق الحیاة الزائفة . تعتصرني في سکون الیل الاخرس لتخرج ماتدثر في الصیرورة منذ زمن . هي الوعاء الذهبي المسحور الذي لایمتلئ . لعله من جنس آخر خاص بي مکتوب فوق مدخله ممنوع الدخول …
أنها کل شيء ولا شيء في نفس الوقت…
- س-كيف ترى سندس علي مشهد الادبي في الأهواز؟
ج- الحقیقة أنه على تطور مستمر وملحوظ وهذا ما یُدخل المسرة في قلب الساحة اﻷهوازیة ..وموقع أنا مثقف هو خیر دلیل علی کلامي فصرنا نشاهد کم هائل من الاقلام الناشطة والبارزة تنشر في شتی المجالات الأدبیة والتاریخیة و البحوث الاجتماعیة ..ومازلنا نشاهد موجة هائجة من الأدب النشیط في الساحة . برأیي الأدب الاهوازي کفراشة محلقة خرجت للتو من أحشاء شرنقتها الملتویة .
- س-كتبت الرواية والقصة والمسرحية وأدب الطفل . أي من هذه الأجناس أقرب إليك؟
ج- في الواقع لم أکتب الروایة بعد … وأنما نعم کتبت في هذه الاجناس . و القصّة القصیرة وأدب الطفل هما الاقرب الی قلبي و یلامسان روحي .و هدفي هو التبحر والتمیّز فیهما. کما أن لدي مشروع مجموعة قصص قصیرة وأیضا مجموعة قصصیة أخری للاطفال والیافعین في المستقبل بإذن الله.
- س-هل شخصياتك فيما كتبتِ تحمل بعضاً من شخصية سندس علي؟
ج- نعم البعض منها وهذا بالطبع أمر لابد منه ففحوة روح الکاتب تنزلق عبر جوهر القلم لترسم الکلمات علی الورق فینبض أنعکاسها کالمرأة علی المتلقي .
- س-هل تعتقدين أنّ الأديبة الاهوازيه تكتب بحريّة مطلقة؟
ج- بالطبع لا ویؤسفني قول ذلک فما زالت القیود تستأصل روحها القابعة بکیانها و في أغلب الاوقات تکتب في أطار محدد وخاص لم تخرج المرأة الاهوازیة جبروتها و عنفوانه کما یجب أن یتدفق وما أعنیه بذلک أنها لم تتحرر کاملاً لتکشف عن أنیابها في الکتابة وقد یکون کل ما تطرقت له ضمن الحدود المرتسمة . الجرأة لقلم المرأة لابد منه وهذا لن یحصل اذ کانت تخشی ثقل قیود التخلف وقبلیة المجتمع . لاشک أن المرأة الادیبة جعلت لنفسها مکانة جیدة ، ولکن أکرر تنقصها الحریة لتنطلق تعانق سلالم السماء لتجلب السلام والمکانة الرفیعة التي تستحقها لنفسها في شتی المجالات .
- س-إلى أي مدى تشعرين بأنك تمثلين المرأة الأهوازيه فيما تكتبين؟
ج- سعیت أن اتطرق لمواضیع لم یُکترث لها بصورة دقیقة ومرتکزة حیث أنها القیت بسلة المهملات عنوة .وضعت نفسي بمنصبها المتألم و کتبت عن معاناة المرأة المُطلقة، نفسیا وأجتماعیا .لترجمة وتیرة مُبسّطة مما تشعر وتعاني منه في ظل عقلیة دامسة للمجتمع .و في کافة مقالاتي عن معاناة المرأة کنت أمتزج معها وأتجسد بهیئتها لدرجة التوحد بها. وهدفي هو تحفیز وتنشیط الوعي لدیها لتستکشف و تستعید مکانتها وقدسیتها في المجتمع الاهوازي . وذلک ضمن طرح حلول وبحوث أتطرق لها دوما مُستعینة بحذاقتها النامیة .المرأة الاهوازیة هي رمز العطاء والشهامة فلا یحق لأي جنس بشري الأستهانة بقدراتها الخارقة .
- س-ما هي كلمتك الأخيرة…؟
ج- هي کلمة شكر وتحیة طیبة لکادر عمل الموقع لإتاحتهم لي هذه الفرصة وأدعوا القدیر أن تنبض شرایین اﻷهواز بروح الوعي الثقافي وتسمو مزدهرة شامخة في جمیع المجالات الأدبیة و الإجتماعیة .