لقاءات رمضانية: القاص و الكاتب رضا آنسته

لقاءات رمضانية: القاص و الكاتب رضا آنسته

لنا لقاء مع كاتب يعتقد إن الحراك السردي في اﻷهواز آخذ بالنمو و التزايد لكن للأسف نعاني من الغوغائيه و السوقيه!
فما هو الحل؟

لقاءنا مع المترجم،الشاعر و الكاتب الأهوازي سعادة الدكتور رضا آنسته.

س-حدثنا عن مسيرتك الأدبية و الثقافية منذ البداية إلى الآن و أهمّ المحطات في حياتك الأدبية؟

ج-سؤال محرج يورّط المسؤول في مأزق!
لا أحب حقا أن أتحدث عن نفسي وأعتقد أن أعمال الفنان والأديب خير من يتحدث عنه أو ليدع الآخرين يخوضون في سيرته ومسيرته. وهي مسيرة في بداياتها على كل حال… لكن وإن كان ولابد من ضرورات اللقاء الصحفي، فأنا رضا آنسته من المحمرة طالب دكتوراه في اللغة العربية وآدابها، لي مقالات نقدية محكّمة في المجلات العربية (لبنان والجزائر…) والداخلية ومشاركات عديدة في مهرجانات أدبية كناقد وقاص وأحيانا مشاركات شعرية منذ سنوات طويلة، وورشات قصصية، فضلا عن المشاركات الأدبية المتواصلة في مواقع التواصل الاجتماعي والافتراضي الخارجية والداخلية كحوار المتمدن والمثقف والنور و الحبر الأبيض والمداد… وأخيرا وليس آخراً إن شاء الله، صدرت لي مجموعة الرب والرماد القصصية.

 

س-رأيُكَ في مستوى الأدب المحلي (الشعر والنثر) مقارنة مع المستوى في الدول العربية؟

ج- لا مجال للمقارنة.
أين الثرى من الثريا. لكن بدأنا بخطوات جيدة جميلة هي خطوات الطفل الأولى، إذا لم أقل أننا ما زلنا طفلا يحبو

 

س-ما رأيُكَ في مستوى النقد في الاهواز ؟ وهل يوجدُ عندنا نقد موضوعي على مستوى راق أم لا؟

ج-عندنا لكن قليل جدا للأسف. لا يغني ولا يسمن من جوع لكن يجب أن لا نغفل أن مستوى ومنسوب النقد تبع لمستوى ومنسوب الأدب فهما جناحا طائر الفينيق الفني

 

س-يوجدُ عندنا في الداخل العديد من الكتاب والادباء، ما رأيك في مستواهم ومدى أمانتهم ونزاهتم ومصداقيهم في النشر والتعامل مع القارى الاهوازي؟

ج-أنا قاص ولست قاض أو إله. وغالباً ما تتحول هكذا أسئلة مفخخة إلى الإرعاب والإرهاب. لكن إذا كان بما يرتبط بمسؤولية الناقد أو الفنان الاحترافية والمهنية إذا رأى تجاوزاً فعليه أن يتصدى له بطريقة راقية حضارية بعيدا عن حملات التشهير والتخوين والغوغائية والسوقية. والتي للأسف نعاني منها كثيرا. الأمر الثاني المخزي أن البعض من أدبائنا وفنانينا!! بدل أن ينشغلوا بأنفسهم ومسيرتهم الفنية مشغولون بالآخر كخصم وليس كمنافس (فرصة لتحفيز قدراتهم وطاقاتهم) وتسقيطه بشتى الوسائل والطرق الخسيسة بعيدا عن المنافسة الشريفة. وهم معروفون في الوسط الثقافي الأهوازي. لكن في النهاية منذ البداية، قل كلمتك وامش ودع غبار خطواتك يعميهم

 

س-كما نعلم انت عملت موخرأ كأستاذ لصفوف تعليم كتابة القصص القصيرة هل لك أن تحدثنا عن ميلاد هذا النوع من النشاط؟

ج-إنّ الحراك السردي في الأهواز ولا أقول الأهوازي! آخذ بالنمو والتزايد تبعا للعالم وأيضا صدور بعض الروايات والمجموعات القصصية المحلية غذّى هذا النوع من النشاط منها مجموعة الرب والرماد دون إغفال فضل السابقين. وتمخض عن كل ذلك ورشة قصصية أترك الحكم عليها لمن شارك فيها، لكني أظنها كانت مفيدة جدا لي ولهم وناجحة حسب الظروف والإمكانيات الشحيحة المتاحة والتحديات الصعبة تاريخياً ومعاصراً.

 

س- ما رأيكم في الأطر الأدبية الأخرى ( روايات شعبيه مثلا)؟

ج-لا أعرف ماذا تقصدون بالضبط. فالكاتب الإمريكي الشهير دان بروان صاحب رواية “شيفرة دافينشي” يعتبر من كتاب الروايات الشعبية أي الجماهيرية،التي يهاجمها الكثير من النقاد لغة وفنا بغض النظر عن أن نوافقهم أو نخالفهم. فإذا كانت الرواية السوقية أو ذات الللغة الركيكة والمهلهلة دون فنية فلن أشغل بالي بها وهي لا تستحق الحبر والوقت الذي كُتبت به فضلا عن قراءتها.
وإن كان القصد منها الرواية التي تكتب بلغة شعبية فإني مخالف لها جملة وتفصيلا وليس هذا مجال بيان أسباب المخالفة. أما إذا كان المقصود الروايات التي تتناول الثقافة والتاريخ والأماكن الشعبية، فإني موافق ومؤيد لها طبعا فمن المحلي والخاص ننطلق نحو العالمي والعام ونجيب محفوظ وماركيز خير مثال ونموذج ولقد حاولت أنا نفسي في “الرب والرماد” هذا الأمر . ولقد فصّلت في المقاصد حتى أكون أجبت على تساؤلات إحتمالية قد تخطر على بال القارئ.

 

س-وما هو الكتاب الذي لم تكتبه بعد ؟

ج-هو الكتاب الذي لن أكتبه أبدا

 

س-ماذا بعد مجموعه قصص الرب و الرماد هل تخلصت من شبح الغربة و الكآبة؟

ج-متى تخلصت من الكتابة أكون قد تخلصت من شبح الغربة (الاغتراب) والكآبة التي أفضل عليها مصطلح الحزن، لأنها ذات طابع سلبي مرضي . وهذا لن يحدث إلا حين أتخلّص مني!
وهما ليسا شبحاً؛ هما حقيقتنا بل أكثر حقيقة منا،مثلما “المسخ” أكثر من كافكا!
لكني لا أدعو إلى اليأس بل العكس، إلى إنارة شمس شمعة في ليل هذا العالم “الذي ما زال ليله ليلاً أكثر من اللازم” والكتابة تلك الشمعة!
إني مع بيكيت: “النور الساطع ليس ضرورياً، شمعة صغيرة هي كل ما يحتاجه الإنسان ليعيش في الغربة إذا احترقت بإخلاص.”
وقد حلمتُ مؤخراً شعراً ما كنت أشعره دائماً:
لا تحلم حلمهم
فحلمهم النوم
وأنت
حلمك السهر
لا ينام
قاطف كرم النجوم!

 

س-طموحاتُكَ ومشاريعُك للمستقبل؟

ج-مسائلة نفسي باستمرار: هل من مزيد
من نعيم جحيم البوح الإبداعي السري ومعالجته السريرية،
وتحديداً في مجال البوح الروائي. متخذاً من الكتابة والقراءة إمكانية وفرصة للتقليص من نقائصي (التسامي). وفي هذا السبيل بدأت مشروعاً فنياً ضخماً منذ عام لا أعرف متى ينتهي أو ينهيني

 

س-كلمة ٌ أخيرة ٌ تحبُّ أن تقولها في نهايةِ اللقاء.

ج-أتمنى أولا أن ينزاح عن هذا العالم وباء الكورونا، ثانيا السلام والسعادة للشعب الأهوازي المضطهد والمزيد من التقدم والازدهار خاصة في المجال الثقافي ولا سيما السردي الذي هو أساس ومقدمة كل النجاحات… ثالثاً
السلام والسعادة للإنسانية.
وشكرا لكم لإتاحة هذه الفرصة الجميلة.

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات