ﻳﺎ ﺷﻌﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ …! ﺍِﻧﺘﺸﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﻞ !
.
.
ﻳﺎ ﺷﻌﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮ !
ﻳﺎ ﻭﻃﻨﺎً ﻳﺠﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ !
ﻳﺎ ﻧﺠﻤﺔً ﺗﻀﻲﺀ ﺍﻷﻓﻖ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻷﺩﻳﻢ !
ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍِﻛﺘَﺴﺤﺖ ﻧﺎﻇﺮﻱ ﻭﺗﻬﺖُ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﺃﻳﻦ ﺃﻃﻼﻟﻚ ؟ ﻭﺟَﺒﻴﻨﻲ ﻣُﻠﺘﻬﺐ
ﻻ ﻓَﻲﺀَ ﻳﺄﻭﻳﻨﻲ ! ﻭﻻ ﻇِﻞَّ ﻧَﺠﺎ ﻣِﻦ ﺍﻟﻐَﺮَﻕ
ﺃﻳﻦ ﺃَﻓْﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪﺭ ﻭﺃﻛﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﺰﻫﺮ
ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕُ ﺗﻨﺤﺐُ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﻢ
ﺃﻳﻦ ﺑَﻴﺎﺩِﺭ ﺍﻟﺤﻨﻄﺔ ﻭﺃﻫَﺎﺯﻳﺞ ﺍﻟﺤَﺼﺎﺩ
ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝُ ﻋﺪَّﺕ ﺃﺣﻼﻣَﻬﺎ ﺑﺴﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﻭﺃﻓﺎﻗﺖ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﻻﻟﻢ .
- حبها لوطنها دفعنا لنفهم معنى حب الوطن في ادبها هي الكاتبه: الشاعره و القاصه مريم إعبيد عبدالصاحب الكعبي
ولدت الكاتبة و الشاعرة مريم الكعبي في مدينة الشعيبية_ قرية بيت احسين الفريح، درست الصف الأول لمرحلة الإبتدائية في الشعيبية و من ثم انتقلت مع عائلتها الى تُستر لتصحب معها حنين الشعيبية و ذكرياتها الطفولية في الأجواء الريفية، واصلت دراستها الى الثانوية و نجحت في اختبار التأهل للجامعات لتختار جامعة إصفهان الصناعية في قسم هندسة الكترونيات و بعد أخذ شهادة البكلاريوس في تلك الجامعة إستمرت في دراساتها العُلياء مرحلة الماجستير قسم هندسة الإتصالات في جامعة تربية مدرس بطهران.
حاليا تعمل كمهندسة في شركة البترول قسم هندسة الإتصالات.
و أما عن مشوارها الأدبي الزاخر بالعطاء، تكتب مريم الكعبي القصة القصيرة بشغف و تعبّر عن مأساة واقع المجتمع و آلامه المتزايدة و لها نظرة ثاقبة تجاه القصة و كتابتها و عن تراث الأهواز أيضا، فطبعت مجموعتها القصصية الإولى في دار شمس للنشر و التوزيع بجمهورية مصر العربية الشقيقة تحت عنوان الرحلة الى الطنطل و لها مجموعة في ساعة الشمس طبعت العام الماضي ٢٠١٩ عن دار هرمنوطيقيا في عبادان و مجموعة عشرون نافذة على الجسر السابع قيد الطبع عن دار نشر القهوة.
- س-القاصة و الشاعرة مریم الکعبی ما هي المكانة التي تحتلها الكتابة في حياتك؟
ج-الكتابة هي الحب الثابت والمتغير٬ الثابت في دفءه والمتغيّر في عطائه٬ هي ممارسة الحرية٬ ممارسة الحياة بصورة أجمل٬ حتى وإذ لم استطع كتابة نصًا لشهور أو سنين٬ الرغبة التي أشعر بها تفور في ذاتي بحثًا عن لغة تخوض بها إلى الواقع الكتابي٬ الرغبة بإضافة قسطًا من الجمال الى الواقع تملأ حياتي وهجًا وحركة.
الإحساس بأني أساهم في الحفاظ وتحديث الثقافة الأهوازية٬ البيت الذي يجمعنا ويقوينا أمام التحديات٬ ويجعلنا ذا منصة للتعايش والحوار مع الشعوب الاخرى ٬ ناخذ ونعطي دون الانصهار أو القطيعة٬ كل هذا يجعل الكتابة ممارسة للحياة.
- س-أنت مهندسة فی مجال الاتصالات لماذا اخترتي مجال عملك غیر مجال هوایتك؟
ج-الحقيقة لم يكن هناك خيارًا بمعنى الحرفي للكلمة. آنذاك كنت طالبة ناجحة وكان علي الخيار بين الطب والهندسة. الآدب لم يكن على الطاولة أساسا. كان سري الجميل الذي يغمرني بالمتعة كلما اختليت به دونما أفكر بمستقبل معه . طبعا دراسة الأدب اكاديميا لا تصنع شاعرا إو قاصا لكنّها تزوّد الهاوي بالإرث الادبي والقراءة الواعية واللغة طبعا. بدونها وفي مجتمعنا خاصة نظرًا لغياب تعليم اللغة وألادب العربي في المدارس٬ في الاغلب نتخبّط كثيرا قبل أن نبلغ النهر الـذي يجري بمحاولاتنا إلى بحر الابداع العربي والعالمي.
- س-لكل كاتب طقوسه قبل و أثناء و بعد الكتابة، هلا حدثينا عنها؟
ج-ليس هناك طقسا خاصا بالنسبة لي لالتقاط اللحظة الكتابية التي تخرج من شرنقتها الــذهنية لتتنفس برئة النص وتنضج مستعينة بالثقافة واللغة التان تملكهما الكاتبة. أظنها ولادة طبيعية لفكرة أو نظرة أو خلق يتكون في الـذات الكاتبة. تطوير النواة الأولى يحتاج جهدا ومثابرة ومعلومة.
اذ أحصل على تركيزي ولبتابي أقضي ساعات عدة وبالتذاذ في ترويض كلمات النواة الأولى.
- س-من أين تمتحين الفكرة النواة للشروع في الكتابة ؟
ج-الكتابة شعرا ونثرا ليست وليدة لحظة وحي أو إحساس فحسب.هي قراءة للواقع أم رغبة في تغييره تنضج في الذات الكاتبة ثم تستعين باداوته الفنية لتبلغ حالة النص. لهذا كل ما يترك أثره في الذات وينشغل به الفكر والاحساس هو مشروع كتابة.
- س-بماذا تشعرين عندما تقرأين لكاتب آخر أو كاتبة أخرى نصا جيدا، أو نصا لا تستسيغه ذائقتك؟
ج-إذا لم يشدني نص لم استمر في قرائته حتى ولو كان لكاتب عالمي٬ طبعا في الحالة الأخيرة يجعلني التحدي والفضول أرجع عدة مرات لافهم ماهية العمل من حيث الشكل الادبي والموضوع . بعبارة أخرى استمتع بمكسبي العلمي ولا الغور في باطن النص .ليست كل النصوص بالضرورة لكل القراء. لا أعني التسلسل الهرمي بل العوالم المختلفة التي تولد وتنمو فيها النصوص٬ والأرث الثقافي والواقع التي يترك أثره البارز في ذوقنا الأدبي. لكن الجمال يبقى القيمة العليا التي تتشارك فيها الروائع الأدبية .
النصوص التي تشدني أخالها سحب ممطرة تعانق الحقول العطشى في ذاتي.الطنطورة لرضوی عاشور آخر رواية قرأتها قبل أسبوعين ولم ازل اشعر بدهشتها . سحرني امتزاج الألم بجمال الأدب في سردها الرفيع . قبلها سحرتني رواية 1Q84 الهائلة في مزاج مختلف كليا لكنهما تتشاركان في كونهما يحركان الحياة في أعماقنا.
- س-لمدینة الشعیبية مکانة خاصة في اشعارک حدثینا عن هذا الاهمیة؟
ج-الطفولة هي الحجر الأساس في تكويننا…هي الاحتفال العفوي بالحياة هي الصدق والجمال. وأيضا هي الصفحة البيضاء والخدوش التي لا تنسى. ..وكيف للشعر أن يتجاهل هذه الينابيع في ذواتنا. هناك الكثير من آثار الشعر و الحكايات والجمال وأيضا العنف والوجع الموجود في الشعيبية لم يزل يتكور في ذاتي ولم يتمكن قلمي من وضعه حتى الآن.
- س-ماهی التی تحدد شکل القصه لدی مریم الکعبی؟
سوال ثاني كيف هو تعاملك مع اللغة؟..هل أنت مع من يتشدد في أن تكون اللغة بفصحی کتابتها ام للمفردات الدارجه مکانة في قصصک؟
ج-في هذه المرحلة أشعر بأني في علاقة حب غير متكافئة مع اللغة العربية. كلما شعرت بأمان في شاطئ لها نبهتني الأمواج بأني لا اجيد السباحة لكن الحب يدفعني إلى الامام. اللغة ليست مجرد أداة للكتابة هي كائن حي نعطيه وناخذ منه في بلوغ وتطوير لحظة الكتابة.هي ليست مجرد زي تخرج به الحظة العارية (من نواة سردية أو شعرية) إلى الواقع بل هي حياة تعانق حياة أخرى.
أحيانا يضيق بي مخزوني اللغوي وسياقات التعبيروتتلعثم لغتي في تكوين النص واحيانا أخرى ليس هناك سوى أبسط الكلمات لخلق نصا جيدا.اذن الغموض والشعرية والتقريرية وما شابهها في النص ليس بالضرورة مرتبط بتفضيل الكاتب بل هو نتيجة التفاعل القائم بين الفكرة واللغة لتكوين النص.
استخدام الدارجة على مستوى مقتضب لم يخل بالنص الفصيح ويضفي على القصة خاصة حيوية والتصاقا بالواقع لكن كتابة قصة كاملة بالدارجة وانا لست مع هذا وما الهدف من هذا؟ الانغلاق على انفسنا اكثر واكثر؟ طاقات اللغة الشعبية لا تتسع لكثير من النصوص الآدبية كما هو الحال مع بقية اللغات . وفي هذا الظرف الزمني خاصة الاعتماد على الشعبية في الكتابة يضر بالأدب العربي أكثر من منافعه….اللغة العربية الفصحى٬ العمود الفقري للهوية والأدب لم تستقم بكامل أناقتها في الأهواز اذن الترويج لكتابة نصوص بالشعبية هو تعويد المصاب على الزحف بدلا من علاجه.
للشعبية مجالات أخرى لتبدع مثل الشعر الشعبي والسينما والمسرح.
- س-هناك من يتهيب دخول مسابقة أدبية للحصول على جائزة، سواء محليا أو عربيا، هل أنت من هذا الصنف، و لماذا؟ و سوأل يرافق الاول:
رحلتك الي الطنطل استمرت بجوايز دوليه و وصلت الي دار الشمس المصريه كيف مرت من هناك؟
ج-هناك القليل جدا من الجوائز العربية التي تسمح للادباء العرب من خارج الدول العربية المشاركة فيها. جائزة الشارقة للابداع العربي من ضمنها التي فازت مجموعتي بتنويهها ..الحقيقة أننا نعيش بعيدا عن الحراك الادبي الرسمي في الداخل والخارج. لا الموسسات الثقافية الداخليه تعترف بأدبنا العربي وتسمح لنا بالمشاركة في مساحاتها واستثماراتها مثل نشر الكتب والجوائز والمهرجانات ولا الموسسات العربية تخلص للأدب العربي بعيدا عن الهويات السياسة. لهذا علينا أن نستثمر أي فرصة للتعريف بأدبنا.
بعيدا عن التقييم ٬ التقدم للجوائز الأدبية و حتى المشاركة فيها خاصة في البدايات لها عدة إيجابيات منها الحوافز التي تجعل الكاتب يجهد ويركز على عمله٬ عرض النصوص على نقاد وذائقة منفصلة عن واقع الكاتب والاحتكاك بالحراك الادبي العربي في مستوياته العاليه.
- س-هل هناك مجموعة جديدة؟ أم اكتفيت برحلة إلى الطنطل؟
ج-طبعا أنا في بداياتي.وتخيفني كلمة الكفاية.هناك حب وشغف كبير للكتابة ومشاريع غير مكتملة لا استطيع أن أتنبأ بموعد للنشر…
مجموعة “عشرون نافذة على الجسر السابع” مجموعتي الشعرية الثانية ستنشر قريباً عن دار القهوة في الأهواز.
- س-بماذا توصين فتاة الاهوازيه؟
ج-ليس هناك توصية خاصة. بل هناك امل و أمنية بأن في مستقبل غير بعيد مكتبات الأهواز تعج باعمال الكاتبات والكتاب من اعمال أدبية وفكرية ودراسات نقدية باللغة العربية..وقتها نستطيع أن نقول يبدو أننا نجونا. و هذا لن يحصل الا أن اللغة العربية تصبح ممارسة حياتية ولا مجرد امتهان عمل.
- س-و كلام اخر للمتابعين
ج-اشكركم على هذا الحوار و على الجهود التي يبذلها كادر موقع أنا مثقف الأهواز لاثراء النشاط الثقافي.