بعد تعب الدوام وازدحام النهار جلست في المحطة بانتظار الحافلة. لم أفكر إلا أن أصل البيت لآخذ قسطا من الراحة.
ركبت الحافلة. وركب معي أناس آخرون كل يحمل معه قصة ومتجه نحو السكة المطلوبة.
الشاب والهرم والطفل و….
يضاف أناس جدد وينزل عدد منهم . وجوه فرحة ووجوه مهمومة. فجأة انتابني شعور غريب؛ هل سأصل إلى المحطة الأخيرة. هل سأرى عائلتي وأصدقائي؟
يا إلهي ماذا أصابني اليوم؟!
تذكرت، بأني منذ فترة لم أزر أهلي، ولم أقبل وجه والديّ!
لم أحضن أطفالي منذ أيام لكثرة انشغالي!
لم أسأل عن صديقاتي منذ أشهر!
سقطت دمعة من عيني على خدي وانتبهت لنفسي وأنا في السكة المطلوبة كي أترك الحافلة وأقترب من منزلي.
أسرعتُ لأدخل البقالة وبعد شراء المأكولات المفضلة لأطفالي، اتجهت نحو البيت. عند وصولي عانقت أبنائي وكأني لم أرهم منذ فترة طويلة وشممت رائحتهم الزكية. وقلت لهم بأنني أحبهم كثيرا واشتقت لهم.
اتصلت بأهلي وأخبرتهم بأنني سأزورهم في المساء .
وراسلت صديقاتي.
لا نعرف في أية محطّة سنكون غدا…