منذ زمن بعيد ،تستوقد قناديل الفجر كل يوم ، لتضيء سمائنا المظلمة و تضوي من حولها ، فضائنا الضبابي
تعودنا كثيراً على ضوء القناديل و نسينا أن نحصي كم من قنديل أستوقد من أجل صلاة الفجر.
نسينا أن نرفع الآذان و نستقبل الفجر بصلاته الواعدة
بقينا في متاهات الطريق و دهاليز القوقعة
فيا قناديل الفجر ،أخبركم ،
ان قصيدتنا لم تخرج بعد
من شرنقة الصمت ،و صارت خيوط حرير لقميص اللص
رأينا الليل الغاشم ،فأنخدعنا عندما أسدل ستاره الدامس
نسينا أن الشمس ستشرق غدا” بكل انوارها شئنا أم أبينا
فالصبح آت قريبا” و الشمس ستبزغ من روح القناديل مرة أخرى
تبشر ببشائر الخير و تنشر رسائلها العفوية وتناشد العالم بالسلام و الحرية
فمن لم يستفق في الفجر فالشمس بنورها توقظه
النحل تصنع العسل حتى أن لم تجد من يأكله
وكما قال في الصبح تميم القدس*، شعرا :
اذا ما أبصرت اوجهكم
وجدت وجه الظلام مرتعدا
فالصبح مولودكم و والدكم
أكرم به والدا” و ما ولدا
لاتحزنوا أن غزو بلادكم
في كل صبح سنبتني بلدا
فإن لم نكن في الفجر مستيقظين بوعينا
فالننتظر الصباح بلهفة و شغف
نبحث عن الشمس حين تبزغ أنوارها الساطعة لتكشف غطاء الليل الدامس و تغطي بدفئها كامل تراب الوطن
فلابد لليل أن ينجلي
و لابد للقيد أن ينكسر*
و لاحق يضيع و لايقتصر
و لا فكر لنا أن ينحصر
فالشمس هي قنديل صباحي مشرق
يستمد نوره من قناديل الفجر الواعدة
ليضوي أرضنا المباركة و يحيي أمجادها الخالدة.
———————-
*الشاعر و الأديب الفلسطيني تميم البرغوثي
*الشاعرالتونسي ابي القاسم الشابي