عبادان/أماني الكعبي

عبادان/أماني الكعبي

في بادئ ذي بدء،
المجد و الخلود إلى كل شهداء الوطن في كل حين وأخص بالتحية تلك الأرواح التي أُزهقت ظلماً و اعتلت ملكوت السماوات وعرجت إلى بارئها من تحت ذلك الركام المشؤوم، ركام الجشع واللا مبالاة واستخفاف عبدة المال – مُلّاك البنيان الهشة – بأرواح البشر.

سلام لك ِ و عليك ِ يا ملتقى الحضارات وعروس الشجن.
سلام على جميلتي المتلثمة بوشاح العفّة والزهو والسمو والرقي والعنفوان.
سلام على موطن الآباء والأجداد والأسلاف وإمارتهم الأولى في القُبان ونهر المارد وحدائقه القنّاء المنسية التي اندثرت عنوة وعن قصد ببراثن طيور الظلام المشئومة ولؤمها وأحقادها الدفينة.

كيف لي ألا أتغزل بك؟ و أنت رغم كل ما أصابك لم تشيخي ولم تظهر عليك آثار الانكسار والخضوع لعدو غازٍ غريب، كما لم تركعي يومًا لدسائس المتآمرين و الجاحدين لفضائلك من المسؤلين غير الأكفاء الذين لا ينتمون إلى ترابك الطاهر ولن تفعلي البتة.
سيبقى ثغرك الباسم على ضفاف الخليج يبعث في أرواحنا الأمل، سنبقى نستمد منه وحي الكتابة والغزل ونستصيغه لك عِقدا مُرصّعا بأحلى وأبهى المفردات و العبارات.
كنتِ وما زلتِ بوابة التقدم الحضاري لهذا الوطن الذي اعتاد أن يتعالى على جراحه وأن يَتَوَكّأ على بارقة الأمل رافضا الاستسلام إلى أعاصير اليأس الرمادية المعادية.
عبادان كانت وما زالت معشوقة أصحاب الأذواق الرفيعة و محبي الحياة و المرح بعيداً كل البعد عن حياة البؤس و النكد.
مدينتي حبيبتي صبرا على ما ألَّم بك من جراح لأنك لم تألفي الأحزان يوماً قط.
يا باكية العينين و ثغرك يبتسم ما زلت تمدين ذراعيك لاحتضان كل مشتاق ومحب قادم إليك من كل جهات الوطن
وصدى أصواتهم يتردد في أرجائك فرحا باللقاء.
لا بدّ من يوم سيأتي وتخلعين فيه ثوب النوائب وتزيحين فيه اللثام عن محياك البهي حتى يرى كل العالم ما كنت تخفينه من جمال وبهاء خلف ذاك الوشاح.
في الختام
من ضفاف رافديك أقول لك لا تتوشحي السواد يا حلوتي وإن كان الوشاح فتّان.

 

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات