-
فقرة قصيرة ٧
من ظرفاء العرب
سعيد بوسامر
إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً
قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا
وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ
وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا
إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها
تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا
إنّ هذه الأبيات المفعمة بالظرافة والحكمة لأديب من الأهواز لم نقرأ عنه أو لنقول أننا أساسا تركنا أعلامنا وماقدموه للبشرية من علم وأدب فنسيناهم أو تناسيناهم فلقطهم آخرون وإني لأبقى ألوم وألوم طلاب وأساتذة اللغة العربية لإهمالهم أعلام الأهواز. محمد أبو العيناء الهاشمي الأهوازي كان من فصحاء البيان ومن ظرفاء العالم امتاز بسرعة البديهة وطلاقة اللسان في عصره فرويت إلى جانب أشعاره بعض النوادر الظريفة والمواقف الفكاهية التي تناقلتها مختلف الكتب الأدبية. يعرف أبوالعيناء بالضرير الساخر وأديب البلاط العباسي الجريء في عصر الخليفة العباسي المتوكل. يقول القيرواني في كتاب زهر الآداب وثمر الألباب إن أبا العيناء كان “أحَدُّ الناس خاطرا، وأحضرهم نادرة، وأسرعهم جوابا، وأبلغهم خطابا”. ولد محمد بن قاسم المكنى بأبي العيناء في جنوب الأهواز عام ٧١٩ للميلاد وبدأ يتنقل من بلد إلى آخر في صباه ليتعلم ويلتحق بعلماء وأدباء العرب في العراق. فقد بصره عند الأربعبن من عمره لكنه لم يفقد ظرافته وفصاحته فقال:
یأخُذِ اللهُ مِن عَینیَّ نُورَهُما
فَفی لِسانی و سَمعی مِنهُما نُورُ
سأله رجل فقال: كيف كُنّيتَ أبا العيناء (ذو العينين الجاحظتين)؟ قال: قلت لأبي زيد الأنصاري النحوي: يا أبا زيد كيف تصغّر عيناً؟ فقال: عُييْناً يا أبا العيناء ! فلحقت بي منذ ذاك.
له ديوان شعر متوفر، وأيضا كتب الدكتور أنور أبوسويلم كتاباً في حياته وشعره ونوادره وأخباره ومروياته بعنوان أبو العيناء. لقراءة قصائد وطرائف هذا العلم الأهوازي راجع/راجعي الرابطين التاليين:
أشعاره:
https://www.aldiwan.net/cat-poet-abu-alayna
نوادره:
https://arabianpdfbooks.info/nwdr_by_l_yn-ktb_qwt_ldf_lshby_lhr/
حياته ونوادره بالعربية والفارسية:
http://www.handicapcenter.com/2014/12/16/7290