مِمَّا يَدُورُ بِبَالِ الطِيْنِ وَ المَطَرِ:
إنْ تَدخُل القَرْيَةَ السَّمْراءُ في سَفَرِ
قَالَتْ عَصَافِيْرُهَا شِعْرًا بِهَا وَ هَوَى
مِنْ قِمَّةِ الغُصْنِ طَعْمُ التِيْنِ فِي الثَّمَرِ
وَ تَكْتَسِي الوَرْدَ فِي فَرْطِ الخَرِيْفِ إِذَا
ضَمَّتْ مَنَاسِمَهَا مَهْشُومَةُ الشَّجَرِ
مَرَّ النَسِيْمُ بِرَنْدٍ حَامِلًا شَذْوَهَا
حَتَّى اعْتَرَاهُ خُمُومُ الذَاتِ لِلْقَذِرِ
دُرًا تَحُلُّ بعِقْدِ الجِيْدِ كُلُّ الحَصَى
إِذْ تَنْتَمِي دُرَرُ الأَصْدَافِ لِلْحَجَرِ
تَمْشِي عَلَى قُزَحٍ غُنْجًا فیُتْبِعُهَا
وَاقٍ بأَلْوَانِهِ حِرْسًا إِلَى القَمَرِ
تِلْكَ الذَوَائِبُ إِنْ أُرْخَتْ بِهَا نَغَمٌ
كَالمَوْجِ إِنْ خَرَّ مِنْ شَلَّالِنَا التُسْتَرِي
فَالشَّعْرُ كَافٍ لإيْقَاعٍ بِرُمَّتِهِ
مَا أَسْعَدَ الشَّعْرَ مِنْ مِشْطٍ إلى وَتَرِ
قَدْ سَادَ أَشْدَاقَهَا جُلنَارُ مَبْسِمِهَا
مَعْ نَمْوِ رُمَّانَةٍ فِي ثَغْرِهَا الأَحْمَرِ
فِي غِبْطَةِ الْحُسْنِ طَاووسٌ خَفَى رِيْشَهُ
مُذْ طَارَ فُسْتَانُهَا فِي نَسْمَةِ السَحَرِ
وَ شَاخَ مَنْ شَابَ فِي مَدْحِ الجَمَالِ سُدىً
وَ شَابَ مَنْ شَاخَ مِنْ فُسْتَانِها العَطِرِ
(أَهْوَازُ) فِي سَحْنَةِ الكَشْحِ اِنْجَلَى وَاقِفًا
زقُّورةُ (السُّوسِ) فِي عَمُودِها الفِقَرِي
لَوْ مُدَّ حَاجِبُهُا ظِلًا عَلَى طَرْفِهَا
يَبْدُو الهِلَالُ انْحَنَى جِسْرًا عَلَى نَهَرِ
سَالَ الْلُعَابُ حُمَيَّا وَ انْتَحَى سَاقِيًا
كَأنَّ عَادَ يَزِيْدًا قَائِلا أَدِرِ
هَلْ مِنْ رُسُومٍ تُضَاهِي الوَشْمَ فِي ذَقْنِهَا
مِمَّا تَخُطُّ أَيَادِي الفَنِّ فِي الصّوَرِ؟
تَثْنِي النَّخِيْلَ بِسَاقٍ يَمْتَطِي شَارِعًا
ذِيْ إرْثُ أَسْلافِنَا فِي البَدْوِ وَ الحَضَرِ