من یسلك طريق عبادان – الأهواز سیری لافته خضراء اللون بعد اجتیاز “دورخوین” مکتوب علیها “علوان ابو عاگوله” تشیر إلی قریه تقع علی یمین الطریق تتقدمها مضیفة أمامها تمثال كبير لدلة قهوة عربية. في هذا المقال الوجیز أرید أن أتحدث عن معنی اسم القرية الذي قد يكون غير معروف في أذهان أهالي” علوان ابو عاگوله” أنفسهم. المعنی الذي قد يتبادر الى ذهن القارئ -دون معرفة التفاصیل التاریخیة- قد یحمل الدلالات التالیة:
علوان الذي التصقت فیه العاگولة بعنوان لقب مثل لقب أبو ریشة في العراق.
علوان والد عاگولة، وعاگولة هنا اسم علم مؤنث.
ولكن الأکید أن هذه الدلالات بعیدة جدًا عن المعنی الواقعي والحقيقي. فلم تکن کلمه “علوان” جزءًا من الاسم الأصلي، حيث أن هذه البقعة من الأرض کانت تعرف بـ “أبو عاگوله” علی اسم نهرها المشتق من “کارون”، وقد ورد اسمها في “تاریخ کعب” للحاج علوان الشویکی: « فأول ما شق نهر الدمیلة و نهر موسی و نهر السمادة و نهر الهاشمي و نهر أم الشنبار و نهر القجر و نهران الشوایخ إثنین و نهر عبد ربه و نهر أبو عاقولة و نهر الحیّاچ و نهر بالیل …»
وهذه الطریقه أي إضافة کلمة إلی الاسم المتداول رائجة، فـمنطقه”تانکي أبوالحسن” في عبادان، علی سبیل المثال، کانت تسمی بـ “ابوالحسن ” وبعد ما وضع الإنجلیز مخزنًا للمیاه (تانکي) بالقرب من ابوالحسن التي هي خطوة قديمة، عرفت المنطقة باسم “تانكي ابوالحسن” وظلت تعرف بهذا الاسم حتی بعد إزالة التانکي، وهکذا بعد أن توفي كبير هذه القرية “علوان بن عبدال الناصري” أضیف اسمه علیها.
وکان نهر “ابو عاگوله” یربط شط کارون بهور الدورق وکان یستخدم قبل قرن من الزمن للذهاب إلی المحمره وعبادان بالأبلام. أما عن أصل الاسم، فهو مرکب من “علوان” وهو اسم علم مذكر عربي،معناه: الكثير الرفعة، ذو المكانة والشرف، و”ابو” العائد الی محذوف مذکر هو النهر الذي تشکلت علی ضفافه القریة حالها حال “ابو شلوگ”، و”ابو سدرة” وغيرهما من القرى، وكلمة “عاگولة” التي هي مفرد عاقول وهو نبات مُشَوّك أخضر اللّون، تتحول فروعه إلى أشواك حادة، يكثر في الأراضي المهملة، ترعاه الإبل كثيرا، و لذلك يُسمَّى بشَوك الجِمال أيضا، غیّرت العامة قاف الاسم إلی “گاف”. والكلمة من الفصيح المتداول في العامية، جاء في المحيط في اللغة للصاحب بن عباد: «الــعَاقُوْلُ …. ونَبْتٌ أيضاً» ( بیروت، 1414 هـ.ق: 1/ 174).
أنا مثقف الأهواز
