ضرورة التنمية المعرفية و المستدامة و دور الحوكمة و الحكومة الإلكترونية في ظل الظروف الراهنة/عماد ناجي

ضرورة التنمية المعرفية و المستدامة و دور الحوكمة و الحكومة الإلكترونية في ظل الظروف الراهنة/عماد ناجي

بعد أن وصلت الدول المتقدمة في صناعة التقنيات الحديثة و الدقيقة كالنانوتكنولوجيا و البايوتكنولوجي و تكنولوجيا المعلومات الى صناعات متطورة جدا” و ذكية, وشيدت المدن الذكية (Smart city) و المنصات (platform) المتطورة لتلك الغرض و طورت الحوسبة السحابية(Cloud computing) و تداولت الجيل الخامس و ما يليه للإنترنت، حان الوقت لظهور الحوكمة الإلكترونية الشاملة من خلال بسط الحكومة الإلكترونية (E-Govermment) في ظل غياب خدمات الحكومات و منع الحصول عليها بشكل فيزيائي و الحجر الصحي العام و المفروض على بعض شرائح المجتمع كقطاع التعليم المدرسي و التعليم العالي والقطاع الخدمي ،للحد من انتشار فايروس كورونا .

فلذلك في خضم هذا الصراع البايولوجي الراهن ،تبقى التنافسية العالمية متروكة دون منازع للدول المتقدمة و المهتمة بالتنمية المستدامة (Sustainable Development) الشاملة و لامكان للدول الهشة ذات البنى التحتية و الفوقية الضعيفة.

بات من الواضح أن الإهتمام بمشاريع التنمية المستدامة العالمية كالصحة و التعليم و البيئة و التجارة و الإقتصاد والإنتاج الزراعي المستدام و توفير مصادر المياه و الطاقة و استدامتها و رقي الثقافة و تنميتها و السير نحو التنمية الثقافية و المعرفية الشاملة بكل مواضيعها الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية و نشر الوعي الشامل بكل انواعه أصبح ضروة و حاجة ماسة يجب الإهتمام بها و ادراجها في سلم اولويات الدول و اختصاص و توفير الميزانيات الخاصة لها، اكثر مما ينفق على سباق التسلح و التصنيع العسكري ،حيث انه ثبت لنا هذه الأيام أن التنية الشاملة هي الأكثر فاعلية لإستدامة الحياة ،و عند حدوث هكذا ازمات عارمة هي التي تساعد و تمهد لإجتياز كل المحن و الصعاب و نستطيع المواجهة و التغلب على الأزمات و هي الضامن الأساسي لإستمراية الدول و رقي شعوبها.

البناء المعرفي للمجتمع من خلال التعليم و التدريب هو من يصنع الفرص لبناء المؤسسات البديلة و يحفز الأفراد لتواصل ادوارهم المتكاملة في بناء المجتمع السليم و رقيه المعرفي و الثقافي و الحضاري.

التشكلات الإجتماعية الطوعية هي التي تستطيع من خلال المتطوعين ذات المهارات والإختصاص اللازم ان تسد الفراغ في حال فشل الخدمات و انهيار المنظومة التنفيذية.

فمشاركة المؤسسات الغير حكومية(Ngo) و تدريبها و تنميتها يحفز و يساعد على تطوير و إكمال دور المشاركة المدنية في المجتمع و يسد الفراغ و ثغرات النقص الخدمي و الحكومي و ينمي شعور افراد المجتمع و احساسهم بالعلقة و الإنتماء للوطن و ما يلعبون و ينفذون من دور إيجابي لنموه و تنميته و رقيه.

هناك من يؤمن بهذه الإطروحات و يحاول بسطها ، ولكن لكل نظرية تحدياتها و إشكالياتها و هذا لا يعني، انها تخلو من النقص ، فهذه بذرة فكر تحتاج للنمو و الدراسة العميقة و لربما شيئا فشيئا تنضج و تعدل من مصيرها و مسارها لتكون نواة مشروع للإنطلاقة المستقبلية بعد تقليل الأزمات و تفاديها.

فأخذ تجارب الدول الناجحة و السباقة في هذا المضمار و دراستها الموضوعية و الجادة و تطبيقها حسب طبيعة و بيئة الدولة العازمة للخوض في هذا المعترك الهام هو الحل المثالي لتوطين العلم و التقنيات الحديثة و تطويرها و تدريب الكوادر و الكفاءات اللازمة للسير نحو التقدم و الرقي و بناءالمجتمع المعرفي المتقدم ذات بنى تحتية و فوقية قوية و جيل ينظر بالتفائل للمستقبل و يأخذ على عاتقه هذه المهمة الضرورية و الرؤية و الرسالة الإستراتيجية لصناعة مجتمع متقدم و راقي و جيل تقدمي مستقبلي يهتم أكثر بالتنمية المعرفية و المستدامة.

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات