منذ قديم الزمان والرجل الّذي يحبّه الله ورسوله هو أبرز من لاذت بإسمه الفئات المتعدّدة متظاهرة بالهيام بحبّه وحكمه العادل وخلاله الحميدة من أجل الوصول لمصالحها الشخصيّة إلّا قلّ وندر.
أمّا نحن في العصر الحاضر بإذن الله وفضل العلم الّذي تجاوز البسيطة واتّجه نحو السماوات، فقد صرنا على وشك الإستطلاع على أخبار كيفيّة الأرض وما كان عليها من مخلوقات قبل آلاف السنين وربّما الملايين، لم تزل هنالك الأفواج ممّن ترى التأمّل تأخّر، والتفكير تدمير للعقل الّذي قال الله جلّ في علاه حين خلقه تبارك الله أحسن الخالقين، ديدنها التبعيّة العمياء وقد نها رسول الرحمة والحريّة عمّا ينزل بالإنسان وهو أشرف المخلوقات للحظيظ وقد قال صلّ الله عليه وعلى آله وسلّم في حديث له: “لا تكونوا إمّعة”.
فلو افترضنا وعاد عليّا (عليه آلاف السلام والثناء) وعدالته الّتي أزعجت عقيل ابن أمّه وأبيه حين طلب أكثر من حقّه في زماننا ورأى النساء بمختلف الأعمار كيف تتسوّل تارة وأخرى مع الأطفال والكبار يبحثون جميعا في النفايات عمّا يُسكت صرخات الأمعاء الخالية من عوائلهم… ماذا يقول؟!
يا ترى هل سيكرّر قوله الّذي قاله في حياته الأولى حين لا يجد منه أثرا في الناس…؟
حين قال قبل أكثر من ألف سنة: ” أأقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جُشوبة العيش! “
أم يفرّ بنفسه من النفاق المنتشر في القلوب والعقول؟
أم يصيح بالناس معلنا عن قانونه فتفرّ من حوله الجموع لقساوته عليهم لكثرة مرارة العدل؟
أم يموت حيرة وحزنا من كثرة قناعة الناس بالذلّ والخنوع ورضاها المخزي؟