شقاء طفلة/ زينب الكعبي

شقاء طفلة/ زينب الكعبي

أنا طفلةٌ غريبة هنا أعيش فيك مهمشةً، ولم يُشفق عليَّ يومًا، كنت أستيقظ في كل صباح لأرى العصافير وهي تغني على الأشجار، لكنها رحلت إذ لم تجد أشجارًا تبني عليها عشها، وحتى الجواميس لم تسبح في النهر لقد ماتت وهي تلهثُ عطشًا وحتى الشمس أصبحت عابسة وتوارت ابتسامتها خلف السحاب ولم يعد أي أثرٍ لهما.


قالوا لي يومًا: أن لن يعمَّ أرضكِ السلام حتى تُضرج بالدماء، ها نحن قاتلنا وناضلنا وصبرنا وقتلَ أبناؤك وحتى بيتي تم هدمه ودُمرت كل سبل الحياة وتتنفس سماؤك تلوثًا ودخانا…

فأبي مات وهو يدافع عن حقه للعيش في الحياة، أما أخي الأكبر فقد قتله شخص مجهول وهو يقود دراجته النارية، وأخي الأصغر يصارع خلف القضبان لأنهُ لم ينطق بشيء سوى كلمة واحدة وهي الماء (العطش)، كانت أمي الثكلى تمسك بيدي وتقول لي أنا وطنك، والآن دفنت تحت ترابك يا وطني..

أختي الصغيرة التي ظلت تتطلع للمستقبل، وترسم أحلامها الوردية بطباشير الأمل، لطالما حدثتني عن حُلمها، وعن مدرستها ولغتها المسلوبة، مُناها أن تكون معلمة أجيال ناجحة، فيا صغيرتي أعتذر جدًا، هنا وحوش لا ترحم، والعنصرية ترقص، والحياة لا تُنصف…

أعجزني الفقد و قتلتني الأفكار وغزى الظلم والقهر مضجعي يا وطني، أريد الرحيل دونما رجعة فأنا ضحية كالبقية وأنت يا وطني من دون رفاق تعانقك الوحدة من كل الجهات.



أنا مثقف الأهواز

تصنيفات