سوق العقل والفكر/سعيد سيف العلوي

سوق العقل والفكر/سعيد سيف العلوي

💠خواطر نثرية

حينما نفكر بعمق نرى أن دروب الفكر هي بمثابة سوق عمره يوازي عمرنا نذهب بخيالنا الواسع إلى حوانيته وكأننا بأفكارنا تلك نشتري مانحتاجه من غذاء الروح والبدن والعقل من ما تجود به تلك الحوانيت وكأنها أرض خصبة أجادت بما أفاء الخالق بها من نعمته يتغذى عليها العقل البشري كما يتغذى الجسم بغذائه فذلك أيضا هو غذاء الروح والمحرك الذي يدير دفة الحياة في شجونها وأساريرها وأفراحها وأتراحها.


دائما نذهب لذلك السوق وكأننا نرى به مالذ وطاب من الغذاء لعقلنا وفكرنا نرى العلوم بشتى أصنافها فن وأدب ودين وفلسفة وإقتصاد وعادات نأخذ منها مانحتاجه وندع مالا يتناسب مع طبيعة أفكارنا على رفوف الحانوت ليأتي غيرنا يأخذ مايناسبه.
و على جنبات السوق نشاهد شجرة كبيرة يستضل خلالها الفكر بعد يوم ممتع من التجوال بين أزقة السوق وحوانيته
تلك الشجرة هي علاقاتنا الإجتماعية وأغصانها هي أواصرنا وأوراقها هي حسن الخلق بيننا وبين مجتمعنا
وثمرتها نأكل منها إن سقيناها بماء زلال ثمرا حلوا وإن سقيناها بماء أجاج أثمرت مرا ينغص علينا يومنا وحياتنا.

ثم نعود بعد تلك الإستراحة في طريقنا نحو المنزل وهو حياتنا اليومية التي نركن في زواياها وجنباتها تارة نرى صخب المارة وهذا الصخب هو ضوضاء الحياة فلابد أن نبتعد عنه إبتعاد الذئب في الفلاة.
وتارة نرى مقاعد على طرقات السوق وأزقته وتلك المقاعد هي راحة بالنا وهناء سريرتنا التي نستريح فيها من العناء الذي نشاهده ونسمعه خلال مسيرنا اليومي من منازلنا نحو سوق الفكر وحوانيته.
ومن ثم نعود للمنزل يملأ قلوبنا السرور لأن ما أخذناه من علوم فكرنا قد أضفى على حياتنا جمالا ورقة وبهاء هو عقل مستنير وراحة بال وعلاقات بين الناس يسودها الإحترام وصلة برب كريم يهبنا الحياة والسمعة الطيبة في سوقنا ومنزلنا وأوقاتنا الجميلة.
إنها حياة الطبيعة كما يصورها العقل فلنجعلها صورة ناصعة البياض من حب وتواضع وإحترام يوثق وشائج المحبة مع محيطنا البشري والرباني يعود علينا بالنفع في كل حين.

 سعيد سيف العلوي

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات