- رسـالـة الـصـدق
- ثامر الصالح الهليچي
عندما ارتدیَ اللیل ثوبه الأَلْیَل طَرَقَ أبواب مسامعي صوتٌ رفیع و فَتَحَتْ أُذُنایَ أبوابها عَلیَ مِصراعَیْهَا .
قَذَفَ الصوت رسالتهُ القصیرة وصاح : أیُّهَا العقل المُبَجَّل إقرَءْها لِوَحْدک و نَظَرَ بإشْمِئْزازٍ نَحْوَ سُلطان الصَدر فنَئَا بِجانِبِهِ و ذَهبَ کاظماً لِغَیظه .
نادیَ العقل صدیقهُ الحمیم بِسُرعة فصعدَ القلب یمشي بِهُدُوءٍ کَالْأَعمی َ ، ففتَحَا الرسالة و کِلاهُما مُستهزئان بِها إذ قرءا سویّتاً :
« کُتِبَت الرسالة بِـعُـکّـازة أحاسیس الصدق إلیَ العقل الَّذي کانَ هادٍ .. فَضَلْ :
أسادَ الغَباءُ علیڬ؟
أمْ تَطَّوَرتَ مَعَ العِلم السَخیف ؟
ما دهاڬ و أیْقَنْتَ.. فَآمَنْتَ بِأَنَّ :
النجس مقدّس
والطاهر دنس
والمنافق محبوب
والصادق منبوذ !
تَمَّت الرسالة و لَمْ یَمُت الأَمَل . »
عَلَتْ ضَحِکات الأَصدقاء مِنْ جدید فرُمِیَت الرسالة عَلیَ ظَهر اللسان وتَکالَبَت علیها الأسنان بِلَهفَة ٍ و مُضِغَتْ ، فَصاحا مَعاً والجوارح تُرَدِّدُ کالبَبَغاءْ :
المَوْت لِلْصِدق المُهین ،
یَحیَا النِفاقْ
المَوْت لِلْصِدق المُهین ،
یَحیَا النِفاقْ .