أريد أن أكتب قصيدة لوالدي. قصيدة طويلة. لكن لا يمكنني كتابة هذه القصيدة بالكلمات، هذه القصيدة تحتاج ألف ورقة.
في الواقع، لا يمكن للكلمات أن تنقل المشاعر على الأوراق. لذلك يا أبي؛ فقط أرفع يدىّ إلى السماء وأشكر الله على وجودك الطيب في حياتي. أتمنى لو أستطيع محو الذكريات المرّة من ذهنك وماضيك.ذكرياتك تعيش أيضا في داخلي يا أبي، كيف أكتب بالكلمات سنوات طفولتك المرّة التي فقدت والدتك؟! كيف أكتب؟! وأنت في السبعين من عمرك تفتقدها أيضا وتبكي بحسرة.
عندما أتذكّر كلامك و أنت تقول لي: أتعرفين يا بنتي؟! عندما دفنت والدتي، كنت أنتظر في نفس الطريق كلّ يوم حتّى تعود أمّي. و هذا المشهد يظهر أمام عيني، طفل ينتظر أمّه و لكن لا فائدة من الانتظار، سيل من الدموع يتدفق من عيني والتنهد يملأ قلبي.
يا الله! كم عانى هذا الطفل؟! أقبله وأقول له كلّما أسمع هذه القصّة منه، يا أبي؛ هذا الألم يعيش معي، ألم فقدان والدتك عندما كنت طفلا. أتمنى أن يعودالزمن إلى الوراء وأكون محل والدتك واملأ وجودها الفارغ، يبكي والدي ويقول إنك الآن أمّي وأختي وابنتي.
يخبرني والدي دائما بذكرياته عندما سافر إلى مكة المكرمة بالقرب من بيت الله الحرام،
ويقول: أولا طلبت المغفرة لأمّي التي توفيت، وثانيا للأمّ التي أعطاها الله لي، وهي ابنتي زينب لا يحرمني الله منها، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، أنك عوضت فقدان أمّي وأنا أرى وجه أمّي على وجه ابنتي.
الإنسان مهما بلغ من العمر فهو بحاجة إلى حبّ والدته و وجوده في حياته.اللهم ألبس ثوب الصحةوالعافية عاجلاً غير آجلاً لجميع الأمّهات و من في ذمتك فاغفر لها وارحمها إنّك أنت الغفور الرحيم.
زينب رضائي