طرقت أسمهان الباب مرة ومرتین وثلاث.
قالت في نفسها: الله أعلم من تكلّم؛ هذه البنت.
من الصباح حتی المساء باب غرفتها مغلق.
کثرت شکوك أسمهان عندما دقت الباب للمرة الرابعة ولم تفتح وصال الباب، بل اكتفت بهذه الجملة:
– ماما .. مشغولة .. اتركيني لوحدي قليلاً.
تصاعدت وتيرة دقات قلب الأم وجری الغضب في شرايینها وبدأت بالصياح مثل الذي لدغه ثعبان.
-افتحي الباب .. اخرجي یا بنت.
لم يُفتح الباب.
– تری من الذي یهمها أمره أکثر من أمها؟
ثم بدأت الأم بالعويل.
– أي عمل شیطاني ترتکبین؟
فتحت وصال الباب وقالت:
– ماذا دهاك؟ قلت إنني مشغولة.
– بمن؟
اضطربت وصال من تدخل أمها في شؤونها وأجابت بنزغ:
– لم أعد طفلة.
دخلت وصال الغرفة مرة ثانیة لکن الأم التي وعدت ألا تسمح للفضيحة بأن تمس عتبة بيتها دفعت باب الغرفة وصاحت بصوت حلقت بسببه العصافير:
– من هو؟ ما أسمه؟
استغربت وصال فأجابت بقلق:
– هل أنتِ بخیر یا أمي؟
– اعترفي وإلا ضربتك؟
– بماذا اعترف؟
أجابت الأم بصوت يكسوه الأسى:
– بعشیقك .
– أي عشيق؟
– حتماً تريدين تذليلي. ذهب تعب عمري أدراج الرياح.
– ماما مابك؟
– من الذي کنت مشغولة معه؟
– کنت أکلم ..
قطعت الأم کلام بنتها، لطمت خدها وقالت:
– عرفت والله؛ قلبي لا یکذب وإحساسي لا یخون.
– أمي کنت أكلم الأستاذ.
– أستاذ؟.. عشیقك أستاذ؟..
– أمي!..
بانت الفرحة فی وجه الأم وامتلأت عيناها سرورا
– ابنتي تتزوج من أستاذ. یا الله، ستكونين أجمل عروس.
– أمي اسمعیني ..
لكن الأم غاصت في أفكارها الجمیلة.
– أمي رجاء.
لكن الأم، لا تسمع ولا تجيب .
قبل أن تزف الأم الخبر السار في زوايا المدينة وتكتبه على الحيطان وتعلقه على الأشجار، قالت وصال صارخة:
– أمي إنه أستاذي في الجامعة وأسنانه متساقطة.
أجابت الأم بحزن:
*-المنحوس منحوس ، حتی لو علگوا براسه فانوس*
✍نگین خسرجي