بعض الملاحظات السيميائية ( الدلالية ) حول مرئي أغنية ” عشق الهور “

بعض الملاحظات السيميائية ( الدلالية ) حول مرئي أغنية ” عشق الهور “
  • محمد كاظم

1. تعريف مختصر للسيميائية: “هو علم العلامات أو الإشارات أو الدلالات اللغوية أو الرمزية سواءً أكانت طبيعية أم اصطناعية.” (المصدر: كتاب ” السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد، دار الحوار)

إن لفظ السيمياء وَرَدَ في القرآن الكريم بمعنى العلامة. قال تعالى: “ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ”، وقال تعالى:  “ تعرفهم بسيماهم”، و ” الخيل المسومة ” أي التي عليها السِمَة أو العلامة المميزة.

2. *حنان*؛ الحنين إلى الماضي ( نوستالوجيا): الإنسان، يحن ويشتاق إلى ماضيه وهذا أمر طبيعي وعلى مدى التاريخ، كان وما يزال.. وهذا ما ظهر جلياً في قصيدة” البردة ” لشاعرها كعب بن زهير الذي أهدر النبي دمه، حين جاءه – أي إلى النبي- فجراً وهو يصلي فأنشد قائلاً:

بانت سُعاد فقلبي اليوم متبولُ

مُتيَّمٌ إثرها لم يُفَد مكبولُ

وحينها أدرك النبي حنين الشاعر واشتياقه للماضي أي العصر الجاهلي ودليل مخالفته للعصر والدين الجديد أي الإسلام.

 *سعاد كناية عن المعشوقة و هي الجاهلية.

3. ثنائية التراث والحداثة: فيشاهدهما المشاهد والمتلقي حاضرتين من بداية الأغنية حتى نهايتها.

4. صورة المغني عباس الإسحاقي بو مسلم و خلفه القصب الجاف: إشارة إلى جفاف الهور المتعمَّد. ( وهذا ما أشار إليه الناشط البيئي، الأخ ناصر عبيات)

5. شَتْل النخلة وغرسها:

لكل عمل فني رسالة يبعثها للمشاهدين والمتلقين، ورسالة هذا العمل، كما هو جلي وبيِّن، هي: شتل النخلة، فالنخلة .. كما يعزو ويعتقد الشاعر العراقي، مظفر النواب، هي أرضٌ عربية.

إشارة الطاقم إلى عمل ” شتل النخلة ” وفي نهاية الأغنية، كان ذكياً وعن وعي ودراية كاملتين وأراد أي الطاقم، أن يحفز الناس على شتل النخيل بعدما تم إحراقه وتجفيفه وقتله في العقود الأخيرة لأسبابٍ شتى؛ منها: حرق الملايين من النخيل في الحرب وأيضا قتله وتجفيفه بسبب بناء السدود القاتلة، على الخصوص سد غتوند الذي بني في منطقة العقيلات والتي تغير اسمها إلى ” غتوند “. ( المصادر: وثائقي ” مادر كشي ” – إشارة الى الأرض والطبيعة – الذي تم إخراجه تحت إشراف وزارة البيئة والتقارير والدراسات المختلفة ).

6. ملاحظة أخيرة وهي ضربٌ أي نوعٌ من النقد – إذا جاز التعبير – :

بما أن النخلة، مؤنثة من حيث اللغة و لها دلالاتها أهمها الأنوثة والإنجاب والثمرة، فحبذا لو كانت المرأة ( العروسة ) هي من شتلتها وأغرستها في الأرض، فهي المرأة والأنثى وهي التي تنجب وتربي وتثمر.

 نشكر الطاقم القائم على إنتاج هذه الأغنية، فرداً فرداً – وَنَشُدُّ على أياديهم وننتظر منهم المزيد والمزيد والمزيد. وبالتالي نطلب من العاملين والناشطين أن يستشيروا ويدرسوا أعمالهم من كل الجوانب لكي يأتوا بأعمال متقنة ومفيدة ومثمرة.

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات