- (الأهواز خلال فترة الحكم الإسلامي)
الهرمزان هو آخر حاكم فارسي في الأهواز والذي انتصر عليه المسلمون في زمن الخليفة عمر بن الخطاب يوم القادسية وكان قائدهم المغيرة بن شعبة ولقد أجمع المؤرخون تقريبًا على أن الفتح العربي الإسلامي للإقليم تم بين عامين ١٦ و١٧ الهجريين. كانت القبائل العربية في الأهواز عونًا للمسلمين عند الفتح الإسلامي ودعموا الجيش الإسلامي على تحرير الأهواز فجاء في التأريخ أن قبائل كثيرة كبني تميم وبني العم و… إنضمت للمجاهدين وأن أهل مناذر ثاروا بقيادة غالب الوائلي وأهل تيري بقيادة كليب بن وائل الكليبي.
شهد إقليم الأهواز في الفترة الإسلامية أوسع نشاط للحياة الإقتصادية وأوج التقدم الفكري وكان الفضل الأكبر في ذلك يرجع إلى إرتباطه الوثيق بالعراق الذي كان مركزًا لأزهى حضارة وأنشط حركة فكرية. أجل إن الصلة الأهوازية العراقية كانت وطيدة وانعكست على التركيبة البشرية.
كانت الأهواز في العهد الإسلامي-الأموي تابعة لولاية البصرة وكانت مساهمة في دراسة الطب والعقاقير وهي علوم قديمة كانت مزدهرة منذ العهود السابقة للإسلام وتركزت الدراسات الطبية قبل وبعد الإسلام في جندي سابور التي تقع بين السوس وتستر؛ وكان أطباء جندي سابور رائدين في تأليف كتب الطب والأدوية بالعربية، فاستعملوا المفردات والتعابير العربية للمفردات الطبية وبذلك يسروها لمن جاء بعدهم، فخدمتهم كبيرة ورائدة في هذا الميدان. من أبرز هؤلاء الأطباء في جندي سابور هو سهل بن سابور الأهوازي وابنه سابور بن سهل الذي ألف كتابًا في الأقراباذين ومنه نسخة مخطوطة في ميونخ وكان هذا الكتاب هو المعمول في المستشفيات ودكاكين الصيادلة.
في أوائل القرن الرابع برزا عالمان كبيران في الأهواز وهما أبو أحمد العسكري وأبو هلال العسكري وكثيرا ما إختلطا إسميهما على الكتاب والمؤرخين وكلاهما من مديمة عسكر مكرم في قرية بند قير الحالية التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى مشيرها القائد العربي مكرم الباهلي أو مكرم بن معاوية بن الحارث بن تميم.
إحدى أهم وأقدم المساجد في إقليم الأهواز هو جامع تستر الذي شُيد على عهد الخليفة العباسي المعتز بالله عام ٢٥٤ للهجرة أي في القرن الثالث. سميت مدينة تستر بهذا الاسم لأن رجلًا من بني عجل يقال له تستر بن نون افتتحها فسميت بذلك. وقعت انتفاضة الزنوج في القرن الثالث للهجرة حيث قام صاحب الزنج بجمع العبيد وذوي البشرة السمراء وقاموا بثورة ضد العباسيين، ولكن قضى العباسيون على حكم الزنوج في الأهواز وبعد ذلك وقعت الأهواز بيد المغول بعد سقوط بغداد واستولت عليها الدولة الجلائرية بعد سقوط الدولة العباسية. ومن المدن التاريخية المندثرة لإقليم الأهواز التي ليس لها وجود في الوقت الحاضر وقد وردت على لسان بعض البلدانيين المسلمين في التاريخ ومن أهم تلك المدن:
سرق: مدينة اندثرت وقامت في مكانها مدينة الدورق أو الفلاحية، ذكرها الياقوت في معجمه والاصطخري في المسالك والممالك.
جندي سابور: اشتهرت بمدارسها الطبية الصيدلانية العظيمة حتى أيام العباسيين، وكان مؤسس هذه المدرسة الطبيب العربي النصراني بختيشوع وتوارثها من بعده كل أفراد عائلته وكانوا من ذوي الحظوة لدى خلفاء بني العباس وذكرها المقدسي في أحسن التقاسيم وابن حوقل في صورة الأرض.
إيذج: سميت لاحقًا بمال الأمير، زارها ابن بطوطة في مطلع القرن الرابع عشر، وقد اشتهرت بقنطرتها العظيمة على نهر كارون، وقد وصفها ياقوت الحموي، واعتبرها من عجائب الدنيا وذكر أنها كثيرة الزلال، كما ذكرها المقدسي واعتبرها أجمل مدينة في كورة الأهواز وذكر لها تاريخًا طويلًا.
سنيبل: ذكرها ابن حوقل في صورة الأرض، مدينة تجارية.
سوسان: مدينة صغيرة سميت في فترة من الزمن بــأم عروج.
بصنا وبيروذ… وغيرها من المدن.
المصدر: كتاب سين وجيم (لمحات من تاريخنا)- سعيد بوسامر – الأهواز