قام الملك هيسباوسينس مؤسس دولة ميسان في عام ١٢٩ قبل الميلاد بإحتلال عيلام ودَحَر ملكها، ثم عُرفت هذه الحضارة واستمر وجودها ما بين عام ١٢٩ قبل الميلاد و ٢٢٥ ميلادي.
امتدت حضارة ميسان حتى جنوب بابل في وسط العراق شمالًا وعيلام جنوبًا، الاسم القديم لهذه الدولة العربية كان خاراكس أو كرخينيا، خاراكس هو اسم عاصمة ميسان في منطقة المحمرة. كلمة ميسان في اللغة الآرامية بمعنى مدينة السورة أي المدينة التي بنيت من حولها السدود العظيمة، وفي اللغة المندائية بمعنى الماء الساكن، وفي اللغة البابلية بمعنى ماء القمر، الماء الذي تتأثر به أوضاع القمر وأحداثه المد والجزر. ٢٣ ملكًا حكموا الحضارة الميسانية ومن أهم الانجازات التي قام بها الملك هيسباوسينس هو بناء مدينة الكرخة بعد ما تعرضت لخطر الفيضان وكان يطلق على مدينة الكرخة حصن ميسان أو كركادي ميسان. الآراميين هم السكان الأصليين لمنطقة ميسان منذ الإمبراطورية الآسورية، أي عرب الجزيرة العربية الذين نزحوا إلى البلاد السامية في الشام واستوطن بعضهم ضفاف الخابور والفرات بين دير الزور وطرابلس وغيرها من مدن وكانوا يتكلمون بلهجات عرب شبه الجزيرة العربية واللغة الآرامية التي كانت سائدة في كل الدول والإمارات العربية أيضًا. كانت الديانة المسيحية فضلا عن المندائية منتشرة في ميسان قبل الإسلام. من أهم الآثار التي وجدت في سهل ميسان هي أم الدجيج، وقصر الحويزة وقصر بصري ويشن الحمارة والشرتاق التي تقع بين الحويزة والأهواز والحداديات.
المصدر: كتاب سين وجيم (لمحات من تاريخنا) – سعيد بوسامر. نشر دار قهوة: الأهواز.