النشيد الوطني/ ثامر الصالح الهليچي

النشيد الوطني/ ثامر الصالح الهليچي

خرج من بيته مهرولا وقام بإلصاق ورقة في بعض الشوارع الرئيسيّة لمدينته مكتوب فيها:

أيّها الغيارى
نحن جياع نعم، ولكنّ وطننا بحاجة للتخلّص من الغدّة الخبيثة المنتشرة فيه.

فما إن عسعس اللّيل إلّا وألقي القبض عليه ونقل إلى اللّامعلوم.

في اليوم الثاني كتبت الجرائد في صفحاتها الأولى بالخطّ العريض:

ألقي القبض على المجرم الخطير …

وخلال أيّام قلائل تمّ تفهيمه بجرمه بما يلي:
أنت تدعو الشعب للثورة ضدّ السلطان وتحرّضهم لطرد الغرباء المستوطنين من هذه الأرض، وعقابك كما ينصّ عليه الدستور المقدّس هو الإعدام شنقا حتّى الموت.

فجيئ بالمجرم الخطير أمام الملأ ليعدم في اليوم المعلن عنه مسبقا، وجاءت من خلف الحشود المجتمعة تشقّ الصفوف امرأة مصفرّة الوجه ثقيلة الخطوات تحمل في يديها طفلا صغيرا متوجّهة نحو منصّة الإعدام.

فما إن وصلت بالقرب حتّى استأذنت الحرس فصعدت فوق المنصّة وراحت تسأل زوجها عن الجريمة الّتي قام بها واستحقّ الإعدام عليها.

فما إن همس الزوج في أذن زوجته كلمات حتّى صفعت المرأة خدّها، وأدارت بوجهها باتجّاه الجماهير رافعة الطفل بيديها وصاحت بصوت عال:

أيّها الناس: نحن جياع نعم، ولكنّ هذا ابننا وطن بحاجة للتخلّص من الغدّة الخبيثة المنتشرة في جسمه.

منذ متى صار طلب المساعدة رسالة تحريض؟!

فارتجّت الجموع لقولها، ولكن أشار كبير المجموعة إلى ما دونه ممّن تنكّروا بالأقنعة السوداء إشارة أدّت إلى إعدام الزوج فورا.

فعمّ الصمت في كلّ مكان، وصرخت الأمّ صرخة كانت فيها نهايتها، وسقط الطفل من بين يديها إلى الأرض مضرّجا بدمائه.

واحتفالا بالتخلّص من الأسرة المجرمة الخطيرة علا صوت عزف النشيد الوطني من الفرقة العسكريّة المستقرّة هناك!.

فنقلت الجثث وتمّ دفنها في مقبرة الملعونين، ودام ظلّ السلطان بركة في حياة الشعب.

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات