کوني انتي بجمیع تضاریس اُنوثتک اللاهوتیه فقد تكوني جزء لاینفک من مجرة الحیاة السابحة منذ بداية الخلق إلى یومنا هذا فلن یُعرقل احد بشتی الطرق هبوطک وعنفوانک علی مشارف الاثیر .
لا أؤمن بأن یکون الرب قد برمجك من بعید لتأدیة المهام في أطار محدد مألوف بأبعاده الحیویة کالرجل الآلي .،وإنما حیث خلقک الرب لم یرسم رمز العبودیة علی جبینک لتُسلبي من جُنح الحریة وتغریمها دون الملاذ بقدسیتها .انتي من برمجتي کینونتک وذاتک وطورتي بإبداع فائق سيكلوجية جدیدة کلیاً تلیق بامرأة انحصرت لاعوام عدة تحت مجهر أللامبالاة واللامساواة والتمثل بها بألقاب مهینة مثل “ناقصة العقل والدین ” فتطیح بأهرام روحها النابعة من صمیم انسانیتها المضمحلة .مع العلم أنه المعتقدات الواهیه والداهیة ضد الانثی اثبتت وجودها في التاریخ الغربي والشرقي کلاً علی حدی علی الرغم من وجود فروق ضئیله جداً بین الحضارتین حیث کانت تُستعبد وتُستخدم کالآلة للترفیه والجنس والتشریفات في حرم السلاطین والملوک والاباطرة علی امد الزمن .
الانثي الحره بعد سُئمها لملمت شتات نفسها حیث أنها انغمست في نفسها وانغرست بصلب خلایاها وحبست انفاسها تحت دوامة الفلک تختلي بجبروت مکبوح یشتت ذاتها الضائعة وکبریائها المحطم والمبثوث علی الدوام لتتصالح مع جوهر وجودها الذی بملمس الحریر لایضاهیه أی ملمس آخر.
فتدحرجت برفق دون صوت وصراخ بالهمسات کهمسات النسیم الناعم والرقیق وبخفة وذکاء لیس له مثیل شطرت روحها لنصفین ،شطراً یمتثل للانوثه بکمالها الإلهي وشطرا آخر ذکوری واضعة فیه صفات الشهامة والرجولة والشجاعة لقول کلمة” لا” أمام من کان یستعبدها ویقلل من شأنها الرفیع حتی ولو کانت محشورة خلف قُضبان من ذهب وفضة لمّاعة بالواقع في تلک الحالتین هي مغشیة في عالم اللاوعي .
ثم خلطت الشطرین ببعض وشکلت معجوناًبدقة وسلاسة تامة و انبثقت من انطوائها کالبرکان الثائر من خلال کهوف صُممت وجُملت لها في التاریخ لتنعم بعبودیتها تحسباً بأنها ملکة ذو عرش مکین .الیوم تکونت المرأة الحذقة والصلبة بفضل معجونها السحري ترتشف کل وقت رشفة من کأسها المبجل فلم تعد تَخذل ولاتُخذل انصهرت حمم جواهر عزیمتها رافضة تطأطؤء قامتها من جدید ترفع علم شموخ امجادها بتوقلها بجمیع المجالات بالمجتمع لکي تصنع تاریخ جدید وقیم یحمل اسم المرأة المعاصرة .المرأة المعاصرة لم تکف عن النضال السلمي مع الرجل المعاصر هذا لتخوض اعنف المنافسات العلمیه ،الاقتصادیه،السیاسیه ،الاجتماعیه والادبیه والخ ….لترسو سفن تألقها وتفوقها المستمر في شواطئ هیمنت العادات والتقالید القدیمه رغم بسالتها التي تهششت بسبب تلک العادات .نعم هو الإطار الذهبي نفسه الذي صمموه علی امد القرون لها واحتجزت في قعره المظلم هي بذاتها ماسُمیت بإلعادات والتقالید .ولکنها لن تخضع ولن تمتثل مرة اخری أمام قاضي قضاة عفریت التقالید ذلك بنفس کیانها المترهل السابق بل نهضت مرشوقة بقامتها ملقمة نفسها برداء الثقافه وبنفس الوقت محصنة بسترة ضد تلقي شضایا آثار تلك العادات و التقالید نحوها لتبدیدها فقط لأنها جدیرة بان یُثبت ویُسجل اسمها بالتاريخ لترويض جمیع العقول التي تعارض تنامي جنح عقلیتها السامیة، تحت عنوان “المراة الخارقة “.