الليلُ ليلُكَ .. أسْرِجْ صَهْوَةَ السَّهَرِ
والخيلُ خيلُكَ تسري في دُجى السَّحَرِ
والبيدُ حولكَ فامْلأها بكل هَوى
شعرا لتُزهِرَ ، وانهلْ من ضِيا القمَرِ
وسُلَّ سيفاً من الشِّعر البهيِّ على
مهازِلِ الشعر.. بددْ عتْمة الكدَرِ
أزْمَعْتَ تَرْحَلُ في بحرِ الهوى فَرحاً
كالسندبادِ.. تجلى لحظة السَّفَرِ
أبحَرْتَ نحو تخومِ العشق متئداً
مِجدافُكَ الصدقُ لم تعرف سوى الظفَرِ
يا فارسا عاندتْهُ الريحُ ما عَرفت
أن العواصف تدنو منه في حذَرِ
ارحلْ على صفحةِ الأمجادِ مُمْتَشِقاً
رُمحا يشُقُّ فؤادَ الحاسدِ الأشِرِ
مزِّق بشعرك أستارَ الخنوعِ فما
نظرْتَ يوماً سِوى من ثاقِبِ البَصَرِ
بك الصحافةُ تزهو ما حللتَ بها
تُزينُها من بَديع الشعرِ بالدُّرَرِ
روائعٌ زيَّنَتْ ساحَ القريضِ وما
تنتابُها علةٌ في الطولِ والقِصَرِ
أبدعْتَ في النقدِ لوناً قد عُرفتَ بهِ
ينثالُ في خفةٍ .. أو همسةِ الوتَرِ
أنشأتَ جيلا روَى الإبداعُ غُلَّتَهُ
حتى أتى ساحة الإبداعِ بالغُرَرِ
شعرا ونثرا ونالَ السبقَ مفتخِرا
لأنه قد نما .. في ساحِكَ النّضرِ
سطَّرْتَ في دفترِ الأشواقِ ما سكَرتْ
به القلوبُ .. فنالتْ نشوةَ الظَّفَرِ
أخلصْتَ للحب حتى قال قائِلُهُ
هذا الفتى من شفيفِ الوجْدِ في خطرِ
أفنيتَ عُمرَكَ في عشْقٍ تُكابدُهُ
ما قلتَ يوما : ألا يا ضيعة العمُرِ
وما شكوْتَ – لغير الله – من كَمَدٍ
وفي الحنايا ضجيجُ الهمِّ والضَّجَرِ
بيني وبينك في دربِ الهوى سببٌ
فالودُّ يجمعنا .. في أجْمَلِ الصُّوَرِ
هنا محبوك يبدو في ملامحهم
هولُ الفراق وفاضَتْ قسوةُ الخبَرِ
ودِّع محبيك في هذي الديارِ فما
تدري اللقاءَ متى .. في حومةِ القدَرِ
قد آن للفارسِ العملاقِ مؤتَلقاً
أن يستريحَ من الأعباءِ والسَّفَرِ ..
أفنان المرادي