الصمت العميق/زينب رضائي

كانت دائمًا تجلس في نهاية الصفّ، في كلّ مرّة رأيتها كانت أهدأ ممّا مضى، جلست بجانبها وقلت لها: هل كلّ شيء على ما يرام؟!


قالت: نتحدث بعد الحصة حينما الطلاب يغادرون الصف.
وبعد انتهاء الصف، بدأت بالحديث:
كناجالسين؛
أنا وهو..
والحبّ ثالثنا..
في محطة القطار،
قررنا أن نذهب لرحلة لطيفة معا… رحلة العمر،
وصل القطار وفجأة تركني وحدي في المحطة وغادر المكان، توسلت إليه أن يأخذني معه وركضت خلف القطار، لكنه كان ينظر من النافذة صامتاوباردا و بلا عاطفة، انطلق القطار مسرعا واختفى، بقيت مع حقيبة من الذكريات، والألم والبكاء والحسرة والنّدم، وضياع الشباب. بعد سنين عاد إليّ نادما وقال: أغمضت عينيّ وركبت القطار، ظننت أن أرى قلبا ألطف من قلبك ينتظرني في المحطة التالية لكّنه أصبح سرابا…
ضعيني في قلبك الرقيق ودعيني أعشش هناك مرّة أخرى.
لكن عودته لم تعد تنفع قلبي،
فقدعميت من البكاء الشديدفي بعده وهجره لي، لم أعد أستطيع رؤية جماله، لا يمكن أن تراه عيناي مرّة أخرى. قلبي الذي تضرر وخسر الكثير بسببه؛ أجابه بأنّ محبوبتك ليست موجودة هنا، غادرت المنزل سرّا… في ليلة شتاء باردة، لا أعرف عنوانها أنصحك ألا تبحث عنها.
اغرورقت عيناه بخيبة الأمل ورأيته يبكي، حزنت عليه، أغلقت باب منزلي الخشبي وتاه في الأزقة في ليلة مظلمة وممطرة مثل اليّوم الذي أنا تهت فيه قبل أعوام .
تحول عالم طالبتي الهادئ إلى بركان، وفي ذروة اليأس اندفقت الدموع.

 

زينب رضائي

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات