- فقرةعلمية قصيرة
السيدة تركان
سعيد بوسامر
٩ مارس ٢٠٢١
توفي الأمير جابر مرداو الكعبي أمير المحمرة في الثاني من شهر نوفمبر من عام ١٨٨١ بعد صراع مع المرض وبعد أن تجاوز المئة عام من عمره وبقت زوجته ومفضلته السيدة تركان في حزن طويل وأسفٍ دائم. كيف لا تحزن وهي التي كانت لهذا الأمير في فترة النصف قرن من الحُكم مساعدة وظهیرة واستشارية حاذقة.
من خصال الأمير جابر أنه كان يستنجد بطاقات متعددة (نساءً ورجالا) دائما في أمور مملكته وهذه المرأة كانت سنداً له عند الأزمات وفي تحليل بعض المواقف وفي التمييز بين الجيد والسيئ وكل هذا يرجع لحكمتها ومعرفتها في اتخاذ بعض القرارات في بلاط الإمارة آنذاك. لم تنجب هذه السيدة ( وهي من أصول روسية) لأمير المحمرة مولودا(أولاده من نورة بنت الشيخ طلال العلوان شيخ ربيعة) لكنها بقت المفضلة لديه لذكائها وحنكتها السياسية ومعرفتها لغات عدة مثل العربية والفرنسية والروسية والفارسية والتوركية. كانت أيضاً امرأة قيادية استطاعت أن تعطي حريم الأمير نظما فريدا من نوعه في بلاط الأمراء والحكماء كما تؤيد هذا الأمر الرحالة ديلافوا التي التقت بالسيدة تركان حين زيارتها الفيلية وتفاجأت بمستواها المعرفي. تشير السيدة ديلافوا أنّ الملكة تركان كانت جميلة الروح والوجه ومُهابة من الرجال والنساء في البلاط الكعبي وكان للنبات والحيوان نصيبا من هذا الحنان أيضا فكان لها بساتين كثيرة على ضفة شط العرب مملوءة بأشجار الموز والليمون والبرتقال والمانغا والنخيل وكانت ترافقها نمرة ( أنثى النمر) اسمها “وريدة” (كما في الصورة) قد تحملت عناء تربيتها فأصبحت رفيقتها في وحدتها.
المصادر:
قیم، عبد النبي. پانصد سال تاریخ خوزستان. نشر اختران. ص ۳۹۲-۴۱۹.
ديلافوا، جان. ايران كلده وشوش. ترجمه ى فره وشي، علي محمد. چاپ دانشگاه تهران. ۱۳۷۱ شمسی. ص ۵۵۱.