الرمز ودلالاته في الشعر الشعبي الاهوازي۲ (الرمز الدیني)

الرمز ودلالاته في الشعر الشعبي الاهوازي۲ (الرمز الدیني)
  • الرمز ودلالاته في الشعر الشعبي الاهوازي2( الرمز الدیني)
    مریم محمود عبيات
    (مشروع مدال للمواهب الشابة ، قسم السیدات )

ذکرت في المقال السابق عن الرمز و دلالاته في الشعر الشعبي الاهوازي و شرحنا عدة تعاريف للرمز والرمزية و تعرفنا على الرمز الطبیعي مع ذکر الامثلة من الشعراء الاهوازیین فمن هذا المنطلق نكمل الدراسة و تعریف انواع الرموز و الیوم حسب قرائتي و بحث طویل سأشرح الرمز الدیني في الشعر الشعبي الاهوازي.

*ضرورة الرمز و أهمیته في الشعر

أن الرمز والرمزیة لا یختصر مفهومها بمصطلحها الظاهري ،انما هي من القواعد المهمة لکتابة الشعر وتکمن أهمیتها في قدرة الشاعر واتقانه في استخدام الرمز بصورة صحیحة وسلیمة حیث یستخدم الشاعر خیاله الواسع و ینقل الکلمات واسماء الأشياء بشکل غیر مباشر و کأنّه یشرح للقارئ حزنه ومعاناته أو رسالته أو من خلال استحضار الشخصیة الدینیة کرمز للجهاد او الشمس رمزا للكثرة، أو الکآبةوغیرها .
ویجعل الشاعر من الرموز أداة للإشارة بدلًا من المباشرة البسیطة التي تسلب جمالیات الشعر.
فحسب تجارب الشاعر وقرائته للتاریخ ولباقي العلوم، علیه أن یستخدم الرموز بشکل صحیح وسلیم حیث یکتب قصیدة تتحدث عن طبيعة الحياة او شخصیة تاریخیة او اسطورة دینیة لیعبّر عن مشاعره و مايحدث بمخيلته .
لکل ما ذکرت رموز خاصة و کما ذكرت في المقال السابق، تعلمنا أن البحر رمز للعظمة والخوف والبکاء الکثیر، یعد البحر من موارد الرمز الطبیعي، فالشاعر عندما أراد ان یکتب قصیدة حزینة مثلا( یذکر بها البحر للدمع و حزنه الشدید : عینی بحر من فرگاک ) ؛( أن الطابع الرمزي من أهم العناصر التأویلیة والفنیة للنص ویعطي النص الشعري متنفسًا عظیما و روعة کثیرة (1))نحن نعلم ان کل شاعر یکتب حسب تجاربه في الشعر، عندما نکتب عن الرموز، حینها نظن أن الرموز لیست للشعر فقط بل نستخدمها في النصوص الأدبیة وعلی هذا الضوء نتأکد ( أن النظر في الشعر یوصفه الشاعر مقابلًا لعقیدة أو الافکار بعینها فإن هذا النظر لخطأ معنی الرمز الفني و رمزیة الشعر اجمالا. فالقصیده کلها رمز لتجزیة غامضة تند عن الوجدان والعقل(2)) اعتقد هذه النظرية في الرموز مهمة جدًا ، فالشعر حقا یحتوي علی تعابير و رسالة و رموز غیر مباشرة ليجتمع جمیعهما وتصبح قصیدة . (“تكتسي الرموز التاريخية والدينية والاسطورية أهمية خاصة لما يرتبط بها من أحداث مهمة و مواقف معهودة بحيث أصبح استدعاؤها أمرا یثري المضمون الشعري، ويكشف الكثير من المعاني التي يصعب الحديث عنها بطريقة مباشرة وان اسلوب استخدام الرمز للأدباء يشير الی ثقافتهم وتمكنهم في الشعر )(2)

* الرمز الدیني *
تعریف الرمز الدیني و کیفیة استخدامه في الشعر الشعبي الاهوازي
نبداء بتعریف الدین اولا…

هناك عدة تعاریف إستند علیها العلماء، حیث ذکروا عدة منها کالتالي؛
( أن الدین هو مجموعة من الظواهر الاعتیادية و العلمیة التي تتصل بالعالم المقدس وتنظم سلوك الانسان حیال هذاالعالم.(3)
برأیي عبارة الظواهر الإعتیادیة اکبر توضیح للدین فنحن عندما نمارس عقائد واخلاقیات من الطفولة دون أن نعرف عنها شيء، بالتاکید کل هذه تصبح عادة ثم اعتیاد تام علی هذه العقائد مدی العمر و هذا هو الدین بالفعل. أیضا : (الدین هو نسق من المعتقدات والممارسات التي بواسطتها تکافح جماعة الافراد المشکلات المطلقة للحیاة الانسانیة(3) )اؤكد نظريته و أقول أن الدین مجموعة اعتقادات و أفکار موروثة من ما تعلموه آبائنا وأجدادنا من الکتب السماویة والشخصیات الدینیة.
نرى في عدة کتب و مصادر أدبية أن الرمز الدیني یستند علی الأماکن المقدسة(الكعبة) او الأشخاص الدینیة(النبي علیه أفضل الصلاة والسلام) أو کتب سماویة مثل (القرآن والانجیل) او حالة معنوية فیعتبر الرمز الدیني من أهم عناصر الشعر الحدیث الذي یوصل رسالة الشاعر بذکر بعض الشخصیات البارزة او الاماکن والاساطیر الموثّرة في التاريخ الاسلامي منذ زمنا بعید.
علی سبیل المثال: اذ أردنا أن نکتب رمزا للوحدة الإسلامیة بإمکاننا ذکر الکعبة وهي قبلة المسلمین و عند طوافها تتحد جمیع الامم واذا أردنا نکتب عن رسالة الاسلام فالقرآن الکریم رمزا بارزا لنشر السلام والتوحيد لکن استخدام الرمز الدیني یرجع الی نوعیة رسالة الشاعر ومدی قدرته في استخدام هذا الرمز في کتاباته.
*الرمز الدیني

( نعني بالرموز الدینیة المستمدة والمستقاة من الکتب الثلاثه : القرآن الکریم و الانجیل و التوراة وحتی الرمز الاسطوري نفسه یمکن حصره في الرموز الدینیة لانه کان في الحقیقة رمزا دینیا ارتبط لطقوس القیادة والدیانة في الحضارات السابقة )(3).
یستخدم الرمز الدیني لایصال رسالة و حالة معنویة ولایختصر علی ذکر إسم الأشخاص أو إسم الأماکن المقدّسة .
*یقتسم الرمز الدیني علی ثلاثة اقسام:
1.رموز الشخصیات
2.رموز الاحداث
3.رموز المکان

واما الیکم ابیات من الشعراء الاهوازيين استخدموا الرمز الدیني في الشعر الشعبي الاهوازي:

*(ناس عبدو كل حجر مابي وحي
ناس حاكمهم نسيج العنكبوت
و رافگو دين الذي مابي نبي) (4)

*(مر بيّه..
ولو سجّيل..
أصيرن أبرهه..وأتخوصر إعله الفيل..واتلگاك..
معلن كفري ابفرگاك..
وأهْدِم كعبة الفرگه..
وأشيّد جسر للـملگه
یا أوّل شبعان بس اعیاله ماتت یوع
یا أول نبي حرگوه مایدرون هيّ الشمعة تیلي الظلمة من اتموع(5)
*(عوف سالوفة جرح رشّوه ملح
و عوف طاري الحرب سولفلي ابصلح
ولاتسولف عالعجاف الضيّگ اخلاگ الفلح):(العجاف استحضار للرمز الديني من قصة يوسف(6)
*(نعم فرع فقارک شبه مرکب نوح
شطر صدر البحر بشراعه من فرّع(7)
*(و ماتطلع حسرتي امن افك ست اضلوع وآدم طلع مرته ابیوم فک ضلعه
و امن ابرودتک طفّو نبي ابراهيم وآنه انغام صوتي سمعته الافعه)(8)
*(من استورحك عوف الهدم يفلان
تره من چف زلیخل و جاي خربت سمعة القمصان)(9)

المصادر:
(1)الرموز الدينية عند السياب ،مجلة نزوى للکتّاب الاهوازیين : الدکتور حامد صدقي و جمال نصاري
(2)الرمزية و تجلياتها في الشعر العربي الحديث للكاتبة سارة العتيبي
(3)ترجمة الرموز الدینیة لطلاب جامعة الجزائر(جامعة احمد بن بله )اعداد الطالب بن هدي زين العابدين
کتاب ماهية الرمز الديني
(4) للشاعرة زهراء جبار
(5)الشاعر طارق ابوفراس
(6)الشاعر سید ابراهیم الغرابي
(7)الشاعر میلاد البوعطوي
(8)الشاعر فهد الحیدري
(9)الشاعر عماد الغراوي
✍تحیاتي للقارىء:مريم محمود عبيات

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات