- الرمز ودلالاته في الشعر الشعبي الأهوازي( 3)
- (الرمز التاریخی )
- مريم محمود عبيات
عندما بدأنا بدراسة الرموز و تعاريفها قررت ان اكمل هذه الخطوة لمساعدة المواهب الشابة في كتابة الشعر الشعبي وبعد قراءة و بحث عميق اكتب ملخصا من ما تعلمته خلال هذه الفترة .
كما ذکرنا في المقالات السابقة في ما یخص الرمز الدیني والطبیعي، أن الرمز هو استخدام كلمات و تعابیر، و أوصاف غیر مباشره تعبّر عن إحساس الشاعر بشكل غير مباشر، علی سبیل المثال یأتي بذکر أسماء الشخصيات، أو الأستعانة بالتراث ، أو توظیف المكان و الأحداث ، الآیات القرآنية التي تنقل أحداث تاریخیة و أیضا الکتب و القصص والروایات.
- الرمز التاريخي
المقصود من الرمز التاريخي هو توظيف شخصيات تاريخية و التراث و ما حدث في التاريخ البشري، عند استخدام هذه الرموز يتصل المفهوم الشعري بين الماضي والحاضر و نصنع من الأبيات قصة مرموزة من شخصية او حدث تاريخي، یوصل من خلالها الشاعر رسالته الی المتلقي.
نحن نضيف اسم شخص شجاع ، شاعر ، عالم ، حدث مهم او قصة شعبية من القدامى و كاننا نستخدم صفاتهم الفريدة لايصال رسالتنا و موضوعنا التي نرويه في القصيدة فنعبر عن مانريد نقوله للقاريء بواسطة هذه الرموز كي ننتج قصيدة جميلة.
احتل الرمز مكانة هامة ویعتبر أداة مثالية للتعبير عما يختلج في النفس بدعوى أن اللغة العادية لا تستطيع أو هي عاجزة عن احتواء التجربة الشعورية بمعنى آخر، ومنه أصبح بإمكان الشاعر فتح مجال أوسع أمام القارئ للتفكير، فمهما كان مصدر هذا الرمز تاريخيا، دينيا، أسطوريا، المهم هو الوصول إلى الغایة التي نریدها.
(إستخدم الشعراء المعاصرون الرموز بأنواعها المختلفة ولكل شاعر طريقته في إستخدامه للرمز و الدلالة التي يرغب في تحميلها إياه، یعتبر” محمود درويش” من رواد هذا الفن بحيث يحمل مكانة بارزة داخل خريطة الشعراء المحدثين و تعتبر قصائده بمثابة تأصيل فني في حركةالشعر، حيث عمل على توظيف تجربته في كتابة القصيدة الجدیده
إهتم “محمود درويش”بتوظيف الرمز باشکاله الخاصه)[1]
كما قلنا الرمز وسيلة يعبر بها الشاعر و يستخدم امور كثيرة للتعبير الغير مباشر حتی القرآن الکریم یستند بالرموز التاریخیة …فمن خلال الامثلة التي اتخذتها من شعراء الاهواز نركز اكثر كي نرى كيفية دلالاته في الشعر : یستند محمود درويش بالقصص التراثية ليستخدم الرمز التراثي التاريخي فيقول:
أنا الباحث عن قصص تهدهدني.
وما أنا إلا طفل يعشق القصص.
ولست شهريار!!
لن تموتي بعد حكايات وحكاية،
ما أفعله سيدتي سأطلب
منك القصص من البداية إلى النهاية
ومن النهاية إلى البداية
فرمز شهريار الرجل المعروف بحقده وکرهه علی الأنثی، فهو ينبذ المرأة بسبب حكايته مع زوجته الخائنة، ولکن هنا وظّف درویش لكي يزرع الطمأنينة في نفس حبيبته الخائفة منه ويخاطبها قائلا: ما أنا إلا طفل يعشق القصص ولست شهريار، فهو يشبه شهريار بعشقه للقصص لا بحقده للمرأة.)[1]
فکذلك استخدم الشاعر الأهوازي الرمز التاریخي في قصائد عدیدة، ومنها :
(یا اول نبي ماضاگ طعم الموت بس عاشه!
یا اول نبي التمو علیه ابلیل ماصح ذوالفقار اینام بفراشه)[۲]
فهنا یحاول الشاعر أن یوصل رسالته عبر استحضار حادثة لیلة المبیت الشهیرة التي حدثت في زمن النبي محمد(ص).
وأیضًا نری عند شعراء الأهواز الأوائل هذه الرکیزة في الشعر، حیث لا یفتأون یذکرون الأحداث التاریخیة في محاولات ملحة عدیدة عبر الأسالیب والطرق المختلفة لإثبات عروبتهم علی هذه الأرض.
هلی غزواتهم للصین وصلت
عدوهم گطّعوا بلسیف وصلت
هلی نیران ویل احرگت وصلت
هلی أصل العرب ماهم اعراب[۳]
وأیضا هناك استحضار للرمز التاریخي الذي ینقل لنا حادثة الفیل وأبرهه، نموذج آخر من الشعر الأهوازي :
مر بیّه ولو سجّیل
أصیرن أبرهه واتخوصر اعله الفیل
والتلگّاك..
واعلن کفري ابفرگاك، واهدم کعبة الفرگه..![۴]
وایضا نموذج آخر من توظیف الرمز التاریخي :
ک دچ الرّیش بيّه هموم دچّیت
بجفاي ویم عدوّي بفرح دچّیت
یوحشي بمشیتک بحشاي دچّیت
رمح!!من گالّك حمزه علیه![5]
المصادر:
1#\ تجلیات الرمز التاریخی عند محمود درویش اعداد الطلاب : بوسبعین نصیره- زقاد سهام)
1\دلالات الرمز في قصيدة ملهاة النرجس (لمحمود درويش))/ طلاب جامعة الجزائر لنيل شهادة الليسانس/ اشراف: الاستاذ يحي سعدوني
2\قصیدة نبي ابلا ظل للشاعر الاهوازي طارق برزان مزرعه
3/الشاعر الاهوازي منان شبیب الزبیدی
4/قصیدة اخویط المطر للشاعر طارق برزان مزرعه
5/الشاعر الأهوازي ابو أدیب الساعدي
✍مریم محمود عبیات