الرسالة السامية (معرض الفن نموذجا)/ سعيد بوسامر + صور

الرسالة السامية (معرض الفن نموذجا)/ سعيد بوسامر + صور

تجسدت الأفكار المتعاطفة والمتضامنة مع أزمة التجفيف في الأهواز عند فئات كثيرة في المجتمع وبأشكال متعددة، فبعضٌ رفع صوته وقبضته، وبعض فرش المفردات والعبارات الأدبية وروى الحالة التعيسة في قالب قصة جميلة جرحت وأدمعت القلوب، وبعضٌ نظّم المفردات وألبسها ثوب قصيدة رائعة، وبعضٌ خلط التراب بالماء وحرّك يداه ليشكل الطين ويصنع تحفاً عربية فريدة، وبعض آخر ضرب الفرشاة على الطين ولوّنها ليصنع لوحة إبداعية تعكس حكاية العطش المريب الذي حل بهذه الأرض بعدما كانت خضراء.

إنّ الأهوازيين حاولوا ويحاولون دائما أن يواكبوا العصر رغم المآسي وحالات الإقصاء ورمي الحجر، ليرسلوا رسالة للعالم بأنّ كتاباتهم وأشعارهم ولوحاتهم ونحتهم، كلها تحمل رسالة إنسانية تعبّر عن هذا الأهوازي الأعزل ومشاعره واحتياجاته.

ينبغي أن يكون للقلم والفرشاة رسالة سامية تعلو فوق المادة وتخاطب الروح لتزيد من وعي الإنسان بنفسه ومجتمعه وعالمه الذي يحيط به، وتعبر عن واقع حاله، وتأتي لتقف بجانبه، وتدعم قيمه العليا وتثري روحه. بعبارة أخرى الفنان والرسام والنحات والكاتب الأهوازي ينبغي أن يكون فنانا ورساما ونحاتا وكاتبا رساليّاً أي صاحب رسالةٍ وموقفٍ وصاحب أدبٍ وفن مؤثر..فجمالية الكتابة والرسم والنحت وحدها لا تفي بالغرض هنا..فإذا فشل كل من هؤلاء في إرسال رسالته التوعوية لن يكون للوحته أو قصيدته أو قصته أهمية تُذكر، وستسقط من رفوفنا لا محال. إنني أشد على يدّ كل من ينبض ضميره لشعبه ولاسيما هذا المعرض الذي أرسل رسالة للعالم بأننا مازلنا نحمل مواهب وجواهر ثمينة مدفونة في أعماقنا وبمجرد مشاهدة أذى أبناء جلدتنا تظهر وتلمع مواهبنا سريعاً.

 

  • بعدسة: هادي قاسم الفيلي

 



أنا مثقف الأهواز

تصنيفات