الجنة!
أتبحث عن جنة في الأرض؟!
أبشر إنها قريبة جدا
تعال إلى هنا
إلى مدينتي
إلى المحمرة وسأريك الجنة بأمّ عينها
على ضفاف أحد الأنهار المتفرّعة من كارون، بين النخيل، بين الهدوء والإسترخاء، بحضور الهواء الشمال المنعش، ستجد شاعرا عاشقا مرتديا دشداشته البيضاء ينشد شعرا! لا أعلم إن كان يهجو حبيبته ولا أعلم إن كانت حبيبته المحمرة!
أمضي من ذلك المشهد واقترب منّي.
وأنت في طريقك ستجد صيادا يصطاد الأسماك وستذهل من صوت غنائه وكأنه آخر إنسان بقي على وجه الأرض! ولا يخشى فرار الصيد من صوته وكأن الأسماك والطيور تجتمع لتستمع لأغانيه!
اقترب أكثر وأمضي من التي منحنية على دفترها تكتب قصصا سردتها جدتها العام الماضي.
اقترب أكثر إنك على وشك الوصول ستجد فنانا، ريشة ولوحة، يرسم نخلة باسقة وكأنها تصرخ نداء للأرض لا تفهمه أنت!
تجاوز هذا أيضا
وإذا اقتربت من نهاية المسير أخبرني!
هنا
أجل هنا!
أمكث لحظة وأغمض عينيك!
ألا تشم رائحة الطين؟!
وكأنك معجون منه.