“الجاموس والنهر”
إسفنجةٌ جافة
رئتاي
وجهي مجدور
جسمي مجذوم
مبتورٌ وريدي
مثل سمكةٍ
تلفظُ جاموستي
أنفاسها
تعبّ الغبار وغمامَ لعنةٍ سوداء
طفلٌ يفسحُ دمعته الساخنة
ليبردها
يُمسّدُ أحلامه المجهضة
قل لي:
هل سبق وأن رأيت الله
في عيني جاموسة؟
هل توضأت في بركتها؟
هل رأيت سوادها
يمسح يأس الليل؟
البلّام أبكم
لا تُهدهدُ أغنيةُ مجذافه، النهرَ
في البعيد
ينبجسُ الدم
يتفجّر….
في نهر طفيلي، يرطُن
لم أظن أنّ الأنهار
تتطفل على الحياة أيضاً؛
يلغُ الأغراب فيه
يغمسون فيه مخالبهم، أنيابهم…
يدنسوه
كيف تغتسل روحٌ في نهر مغصوب؟
كيف لا تحترق بمائه؟
كيف يملأ أطفالهم مسدساتهم المائية بالدم، بالــ
د
م
ع
يعكّر طحلب حقدهم
نهرنا الفصيح
ما مر عامٌ و”الأهواز” ليس فيه جوع
ليشبع الغربان والجراد
وألف أفعى تشرب الرحيق*
لا تحزن يا نهري العريق
ستعود من جديد
ترسم دوائر ضحكتك
الطرّادات
تطرد عنك السأم
و
تسمنُ سلالك
و
يرنو من الضفاف
عاشقان إلى القمر الغريق.
___
رضا آنسته
*قبس من السیاب.