عادة ما تتم عملية التغيير بالتدريج، أي أن التغيير يحتاج إلى وقت. وهذه هي إحدى سمات التغيير. لكن هل هناك من مؤثرات وعوامل تؤثر على هذه العملية و هدايتها والإسراع بها بصورة تخدم وتفيد، أم تبقى العملية رهينة الوقت والظروف؟
التغيير الجارف الذي يحصل نتيجة الوقت والظروف والذي لا أثر للإنسان فيه، يأتي بأضرار كارثية، وحتى لو كان هناك فيه منافع، هذه المنافع لا تحسب ولا تقاس بالنسبة إلى الأضرار التي يخلفه هذا التغيير.
أما هناك تغيير يتدخل فيه الإنسان ويؤثر فيه وهو ما يسمى بالتغيير الهادف الذي يخدم الإنسان ويقربه إلى الهدف. ومن أهم سمات هذا التغيير هو دور الأفراد في عملية التغيير. التغيير الهادف لا يقع تلقائيا، بل هناك مؤثرات وعوامل تؤثر في الحصول عليه، لأنه يحصل، ولا يقع، يحصل نتيجة جهد ومثابرة وتفاعل وعمل مبرمج ودؤوب.
فالأفراد لهم الدور الأكبر في هذه العملية، حيث باستطاعتهم أن يتغلّبوا على عامل الوقت الذي هو أحد سمات هذه العملية، و باستطاعتهم أيضا هداية العملية حسب مصالحهم، والاستفادة من حصولها قدر المستطاع. فكل ما زاد أثرهم، حصلوا على منافع أكثر، ولو كان لهم الدور الأكبر في عملية التغيير لحصلوا على ما يريدون ويتمنون.