في سياق ذكرى اليوم العالمي للبيئة في 5 يونيو/حزيران 2021 و نشر بعض الصور و الفيديوهات و التقارير المؤلمة من قبل نشطاء البيئة عن تفشي الوضع البيئي و الإهمال المتعمد و إستمرارية تدفق مياه المجاري و الصرف الصحي في نهر كارون و جفاف هذا النهر المعطاء لسبب نقل مياهه العذبة الى الهضبة الوسطى في ايران.
أكتب هذه السطور المتواضعة و المختصرة لأحث و أحفز أبنائنا و أهلنا للحفاظ على بيئتنا و سلامتها و التصدى للأزمات بالوعي و الوئام لكي نصنع معا” الحياة.
نعم لقد بات الوضع متفاقما” و محرجا” للغاية و هذه هي فرصتنا لترسيخ المفهوم الوعي البيئي و المجتمعي وتعزيز الثقافة البيئية و المواطن البيئي لكي نستطيع أن نجتاز هذه المرحلة و نخطو خطواتنا الإصلاحية الأولية بإتجاه تفعيل مبادرة مدينتي بيئتي والإنطلاق نحو التنمية البيئية المستدامة.
لا يمكننا العودة بالزمن إلى الوراء ،لكن يمكننا أن نحافظ على البيئة و نباشر بزرع الأشجار و النخيل،و إعادة بناء حدائقنا و بساتيننا الجميلة في القرى و في قرب الأحياء السكنية وجعل مدننا مراعية للبيئة.
ننظف شوارعنا و أحيائنا و نجملها ،نحافظ على بيئتنا و نجمل بيوتنا وأزقتنا و نزينها بالورود و المزهريات لكي نزيدها جمالا” يسرالعينين و يعطينا البهجة و السرور و الديمومة في الحياة لتنحت نقوشها الجميلة في ذاكرتنا.
بغرس هذا السلوك البيئي في نفوس أطفالنا و أبنائنا نسعى للحافظ على جمال بيئتنا و سلامتها و سلامة مجتمعنا، لتؤثر علينا نفسيا” و تزيدنا أملا” في الحياة و تعزز ثقتنا بأنفسنا.
نغرس حب الوطن والإنتماء له في أبنائنا و الأجيال الصاعدة و اللاحقة لنحثهم على حفظ البيئة و رعايتها و إزدهار البلد.
نحن الجيل الذي يمكنه التصالح مع الطبيعة و ترسيخ مفهوم الوعي البيئي والحفاظ على البيئة ،فعلينا أن نعمرها و نحييها بسواعدنا و عقولنا و أفكارنا النبيلة و الإيجابية و إبداعاتنا الفريدة لإعمار بلدنا و أرضنا الحبيبة.
لكن لكي نحيي الأرض و نرعيها يجب أن يستمر تدفق هذه المياه في أنهرنا و خاصة نهر كارون ،هذا الشريان الحياتي الذي تتغذى منه المدن والقرى الأهوازية و ينعشها زراعيا” و حضريا” و بيئيا” و يجعلها أكثر حيوية.
فكما قال الله سبحانه و تعالى في كتابه الحكيم :
[وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ] (الأنبياء ٣٠)
الماء هو قوام الحياة ومن مستلزمات الوجود ،في ظل شحة المياه و الجفاف القاتل و تفاقم هذه الأزمات الخطيرة يبقى الماء أحد التحديات و الصراعات المستقبلية.
فعلينا أن نحتج على المشاريع المدمرة للبيئة و التي تقضي على بيئتنا و تدمرها و تجفف أهوارنا و أنهارنا و تموت نخيلنا و أشجارنا و تهدد حياتنا.
هذه فرصتنا الأخيرة لوضع الأمور في نصابها الصحيح لمنع حدوث الكارثة البيئية المتوقعة و أرهاصاتها القاتلة في الأهواز في حال غياب التوازن البيئي و الأضرار الجسيمة التي تضر سلامة الإنسان و صحته و تدمر بيئته ،علينا أن نعمل لوقف المد المتزايد من التلوث البيئي والنفايات و المجاري و الغازات السامة الناشئة من الدخان المتصاعد من حقول النفط و الغاز ،و منع إستمرارية تدفق مياه المجاري إلى الأنهر ،لاسيما نهر كارون الملوث بالمياه الآسنة الناتجة من نظام الصرف الصحي و المستشفيات و نعمل على وقف الأنشطة التي تسبب فقدان التنوع البيولوجي المهدد لبيئة الأهواز و الإنسان الأهوازي.