نقطة البَدْء هيَّ الالتزام
في بداية الأمر يجب أن ننوّه عن نقطة مهمّة جدًّا، المحور الأساسي عند كل الشعوب التي تتسم بالوعي والرُقي الفكري هو الالتزام والثبات، الالتزام بالهُوية القومية، الالتزام بالنشاط الفكري والاقتصادي والاجتماعي والسياسي؛
هناك عدّة مسائل يجب أن تطرح ويجب التمييز بينها ولا تنحصر على فئة مختصّة من شريحة المثقفين وأصحاب القلم فقط، التنوير الأساسي يجب أن يبدأ من الشارع الأهوازي أولًا، ثم ينتقل إلى بقية المحرّكات التي تصب في إنشاء فكرة الوعي عند عامّة الشعب من أبناء جلدتنا في أي سطحٍ كانوا، ونحنُ كشعبٍ مسلوب الحقوق يجب أن نسلّط الضوء على أكثر المواضيع تداولًا وأهميةً وهي مسئلة الوعي: هناك مستلزمات مهمّة لِزرع بذرة القراءة ونموها لدى الشعب، لكي يعوا ويجتهدوا حتّى ينقذوا أنفسهم وعقولهم من هذا الاضطهاد والحصار اللاإنساني الذي يمارس بحقهم، يُلزمنا دافعٌ قوي ومُحفّز لانتشار الوعي بالأخص عند الأطفال وعند العوائل، من هنا تكون انطلاقتنا الأولى، ابدأ من نفسك أيها المثقف الأهوازي وركّز بما يدور حولك من مواضيع ومشاركات تمثل وجهة نظر المجتمع وابدأ بالتغيير رويدًا رويدا، لا تجعل تصفحك للمواقع يضيق عليك فكرك، انتهز الفرص وابتكر حلولًا ذاتية، المحدودية هنا ليست في برامج التواصل الاجتماعي فقط، اخرج من دائرة الروتين اليومي، اجعل لك تواصلات مع العالم الخارجي، فهناك عوائل لا تملك أجهزة وليست بقادرة أن تُهيئ هذه الأشياء لأطفالها، كُن فاعل خير ولو بالقليل، يُمكننا أن نزيل هذه التشتّتات الفكريّة لدى الشعب عندما نكون يدٍ واحدة وقضية واحدة تجمعنا كي نقضي على الجهل المكوّم في أدمغة الناس، أن نشجّع العوائل بأن يرغموا أبنائهم لاستكمال دراستهم، بشرط أن لا ينحازوا لأي جهة أخرى تصبُ في تأخّر البقية من أبناء جلدتهم، لا نريد أن نكمل مسيرتنا لمحاربة الجهل في الشعارات فقط، نريد أن نعمل، أن يكون عملنا حقيقي يحملُ رسالة ذات فائدة، هنا دورك أيها المثقّف، فالمثقّف الحقيقي هو من يشعر بمعاناة شعبه ويمثّلهم بمعنى الكلمة، إن كُنت تملك فنًا خاصًا بإمكانه أن يحمل فكرة عظيمة لعامّة الشعب، فلا تبخل بما لديك من أفكار وحلول، فالكاتب والشاعر والرسّام والفنان عندما ينطق القلم لديه يجب أن يتعاهد معه، ستكون مسؤولية كبيرة على عاتقه، كل من يحمل فكرة توعوية، عليه أن يُجسّد آلام شعبه بما يتقنه من فن وفكرة نزيهة خالية من الشوائب، يجب عليه أن يطرح أفكاره لمعالجة بعض القضايا التي تصبُ في منفعة الشعب وينقد المسائل المتعلّقة بتقدّمهم وتحثُ على إيصالهم إلى الرُقي.
الوطن بحاجة إليكم
زينب رحيم