مرحباً، كيف حالك؟
أعلم أن لا مكان في رسالتي للتحية والسلام، أن الثانيةُ هنا تعادل أيام والساعة تقريباً تكادُ تختفي وتنهار، أكتب رسالتي بخطاً محتلج أعذُرني! أن الغسق يحاول أن يقتات أوراقي كل لحظة لو لا قبوعي في القتام، تكتظُ ضواحي هذهِ الأرض، ويداهم أوراقي الزمان، أحاول أن أكتب رسالتي بسرعة قبل فوات الأوان، لدي أسئلة غزيرة كأمطار الشُجان التي لم تكف عن أعمال الثقوبِ في السماء، و لكن مبدئي هو وصف زنزانة السماء على أمل تحريرنا منها قبل آخر حركات بندول ثواني ساعة الزمان، (زنزانة السماء) أسمها مقيت كحال خطوات الأسرة وتعثرهم في السواد، أن رموقنا هنا أصبحت رموسٍ لمدامعِ الآلآم، وأصبحنا لا نسمعُ إلا إيقاع قيثارة الأوجام، لقد سكن الليل أحرازنا وأصبح يقصُ لنا تغريدة الممات، نبحثُ عن قلوبنا فلا نجد إلا الدماء ونرى أجزائها مبعثرة في أنحاء الأجساد، لا نرى شيئًا منا سواء أطياف أرواح وظلاً يتأرجح ويرقص على آخر دقات ساعة الحياة، أقلام خلدت في غيبوبة حتى لا تأخذها أنامل المصير وتكتب بها على آخر طيات سطور سجل زنزانة السماء “ختم هذا الكتاب”، و أوراق قد تكدست على هيئة أهرام والسطورُ على بعضها شكلت جُدران زنازين السماوات!
أحقاً قد صنعت الزنازين هكذا أم لا؟ سطوراً مكدسة تتصفف حتى تنبثق منها زنزانة؟ أرجو الرد على هذا السؤال؟!، تتراعش بناديل ساعة الممات وتدق آخر دقات الزمان تنحل كل الضواحي من اليمين واليسار أرجو المساعدة أنها رسالة أستغاثة، سيدي أنقذونا نحن في خطر! لم يتبقَ شيئاً على آخر السفر… ثلاثة، اثنين، واحد! “قد حان وقت رحيل أرواحنا إلى الأبد”
المرسل: أسيرة من زنزانة السماء تكتب كلمات استغاثة لتنجوا من مصير الممات، تعلمُ أنها لن تستجيب ولن تصل /ساعة آخر لحظات من حياة زنزانة السماء.
كوثر علي جبار _ الأهواز