« أنشودة كارون »
هنالك مائدةٌ مصفرّة الملامح
ونخلةٌ ظامئة الحلق
وجياعٌ ينوحون علی مجرّد تواجدهم
وطفيليّون
يأکلون من لحمك وأنت تحتضر
کارون…أيها النبي الراقص المسوَّر بتعويذات أمهاتنا
اهطل سمرتك علی بشَرة الأرض .
أراك من ثُقب الباب
تحوكُ جوربَك الصوفیّ
و البسمة الخضراء علی شفتيك العاريتين
أقرأك بدقّة
أنصت إلی دقّات قلبك المتعب
أنصت إلی صراخ أسماکك الدميمة
أتامّل الأرجوانة اللّاصقة علی خدود النوارس الخجولة
کأنّ شيئاً ما يدورُ في خاطرها الممزّق
کأنّها تهمس شيئاً ما
في أذنِ تموز .
لااااااا أحدَ في المدينة
أنا وأنتَ
وجيشٌ من العظام و العواصفِ الرملية العمياء
وطرقٌ وعرةٌ بلا إشارات
أنا وأنتَ ..
وعارية النبرات ..أمي
التي وقفت حافيةً کالحوراء زينب
تنتظر قدوم رأسك.
لااااااااا أحدَ في المدينة
وأسرابُ النّمل الهازلة
بدأت بتخزين الّلحوم البشرية
وأشلاء الحقولِ تواصل ترتيلة الغبار
مازلتَ تفکّر بمائدةٍ ؟
ونخلةٍ؟
وجياعٍ تُطعمهم ؟
الأرض تمضغ الصّفار
وهاهي السماء تنزع الملکية عن آلهتها
وتفتح دفتر العواء.
ثلاثون خريفاً…
وأنا أنطركَ عند عتبة الباب الخشبي ذي الإطار المتلاشي
ثلاثون خريفاً..
ونحن أطلال الفقراء في المدينة الفوتوغرافية الساکنة
مائدتنا مکبّ قمامة
وأسناننا العاجية متداعية للسقوط.
کفاكَ تنهّداً
يا جمرةً تتأجّج حين سماع آهات أمي
يا أيها الحصان العربي المکبّل
کفاك تنهّدا.
لاااااااااااااااااااااااا أحدَ في المدينة
ثمّةَ سحابةٌ تريد التبوّل علی جلدك
وبُلدغٌ قبيح يلاحقك
وعاهرةٌ تريد إغتصابك
ومازالت النوارس الهزيلة تردّدُ:
وأنتِ يا شمس تمّوز
وأنتِ يا شمس تمّوز
بأزاميلك السامّة
خذي أنفاس نهرنا الهرم
خذي أنفاس نهرنا الهرم
فليَمُت..
وليمت الجُبناء عطشا.
سعيد بوسامر/ مجموعة عُد يا مطر