کنت جالسة أمام لوحتي لأرسم فیها الحیاة الجمیلة کالتي رسمها الله بجمالها الخاص.
فکرت وفکرت لکن لا أدري ماذا أرسم في لوحتي لأعیش فیها بسرور وفرح.
لا أدري، لا أدري…
نهضت من مکاني وتمشیت لربما أتذکر شیئا…
لحظة رأیت نفسي أمام مرآتي.
اقتربت منها ونظرت لنفسي وفکرت…
وکأنما أنظر لشخص واقف أمامي…
قلت: أهذه أنت؟!
نعم! ها هي أنا… حزنت لنفسي ولکن عندما ورقت أوراق حیاتي، وجدته بینها، فبدأت أتحدث إلیه :
– أتعرف لماذا؟!
نعم أنا فتاة…
– لکن عندما نقول بنت یعلم الجميع، أنها ليست قادرة علی فعل شيء لأنها خلقت ضعيفة ومحدودة ولا تملك أي خيار لنفسها.
– اصمت! کیف تسمح لنفسك أن تقول عنها ضعیفة؟! بل أنت ضعیف لا تستطیع أن تضع نفسك مکانها لذا تفکر عنها هکذا.
هي قویة وأقوی منك بکثیر لتحارب أمثالك کي لا یصطاد قلبها أي صیاد ولا یسکن روحها وجسمها ولایسمم نهر عواطفها الذي یجري في عروقها…
هي تفعل ما بوسعها كي لا تترك لك طريقة لتقترب منها.
ومع کل هذا تبقی قویة وصامدة ولا یهمها ما تقوله أنت وبماذا تفکر عنها؛ تضحك وتستمر بحیاتها لتری أحلی ضحکة لحبیبها في الدنیا وهو أبوها وتری أحلی شوق في عالم عیون عزیزتها في الدنیا وهي أمها…
نعم هذه أنا…
أنا فتاة وافتخر بنفسي لأنني فتاة!
نعم یا مریم هذه هي الفکرة لترسمیها…
ارسمي حیاتك الموجوعة ولکن بقوة ألوانك الزاهیة ارسمي الفرح والسرور…
واحضني لوحتك لأنك تستحقین الحیاة مع إنك فتاة!
نعم أنا فتاة لأرسم حیاتي بأقلامي الملونة وأغیر لون الأسود في قلبي إلی لون الحیویة وأرسم لها العیش والحیاة والحب والحنان باللون الأحمر!
نعم أنا فتاة…
مریم الأسدي