أمل/زينب رضائي

ذات يوم كنت جالسة مع زميلتي في المدرسة، وتعتبر هذه المدرسة من أفضل المدارس في الأهواز وهي للمواهب والأذكياء، و يتم قبول العديد من هؤلاء الطالبات سنويّا في فرع الطب.


زميلتي قالت: هل تعلمين؟ هؤلاء الطالبات يعرفن طريقهن في التّعليم، والله أعطاهن الكثير من المواهب والذكاء.
أكدت رأي زميلتي لأنها كانت محقة.
ثمّ أردفت: أريد أن آخذك إلى مكان تشعرين فيه براحة شديدة.
قلت بمزاح: هل يمكنني أن أعرف إلى أين نذهب؟! لأنني يجب أن أحصل على إذن من عائلتي قبل ذلك.
قالت: لاحاجة للإذن.
عائلتي تعرف زميلتي جيداً، هي إنسانة مؤمنةو طيبة وتحبّ أعمال الخير.

قرّرنا الذهاب إلى هناك صباح يوم الخميس، كان المكان المعني خارج المدينة وكانت مدرسة ثانويّة للبنات.
عندما دخلنا المدرسة، جميع الطالبات كنّ يعرفن زميلتي، قالت لهن: اليوم، حسب الوعد، أحضرت من تساعدكم للوصول إلى الجامعة.
اجتمعن حولي، زميلتي همست في أذني إنهن بحاجة إلينا هنا أكثر من هناك، انظري إلى وجوههن البريئة.
لكن إحدى الطالبات لفتت انتباهي أكثر وكانت تقول في شيء من المزاح:
هذه المعلّمة لي وحدي أنا، ولا يحق لإحداكن التكلم معها.
قرّرت أيام الخميس أذهب إلى هذه المدرسة وأدرّس الطالبات وأجهزهن لاختبار الجامعة وهن يستمعن للدرس بجدّيّة.
وفي منتصف الصف كنت أستمع إلى آمالهن وعن ماذا يردن القيام به في المستقبل. كانت زميلتي على حقّ بأنك تشعر براحة غريبة، لأنها كانت المرّة الأولى التي دخلت فيها الصف ووجدت الجميع يتحدثن بلغتهن الأمّ. البراءة تموج في وجوههن.
و امّا عن التلميذة أمل نفس الطالبة التي ذكرتها لفتت انتباهي؛حتّى بالفاصل كانت تجلس جنبي وتخبرني عن حياتها، هي فتاة مؤمنة وذكية، لكنها تعيش في الفقر الشديد والحرمان، وعانت من كلّ أنواع البؤس، كانت تقول دائمًا إنها تريد أن تدرس وثم تحصل على وظيفة شريفة لتنقذ عائلتها من الفقر، هي أحبّت أن تصبح مدرّسة وكانت تسعي بجد.
فقمت بالتدريس بقدر ما أستطيع في أيّام الخميس، ونذهب إلى الأمام وكنا نتقدّم بشكل جيد. حتّى أغلق فيروس كورونا المدارس ولم أعد أرى هؤلاء الطالبات وأمل المثابرة.
بعد فترة قصيرة، في يوم كنت أرد على الرسائل الواردة في جوّالي وتفاجأت بخبر وفاة أمل بسبب فيروس كورونا، ترتفع درجة الحرارة عندها ولم تراجع الطبيب بسبب الفقر و بعد أسبوع يتم نقلها إلى المستشفى ولم تنخفض درجة الحرارة عندها و بعد بضعة أيّام توفيت بنوبة قلبية. نعم، لقد ماتت أمل وأحلامها. السبب الوحيد الذي يجعلني أن لا أحزن وأفكر قليلا بهذه الفتاة العزيزة أنها عند الله الرحمن ووجودها هناك أفضل من هذا العالم المليء بالظلم. وفي العام الدراسي الجديد، تكريما لرغبات أمل الّتي لم تتحقّق، نقلت معظم ساعات تدريسي في تلك المدرسة، مدرسة أمل.

زينب رضائي

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات