أكباش فداء/زمزم المشعشعي

أكباش فداء/زمزم المشعشعي

وطني متسع جدا حيث أنني بكل مدينة أجدني
في الخفاجية أحقن دمي بأراضي القمح الضامئة بشط العباس.
فما بين ابي ذر واسماعيل هناك مظفر والنخلة أرض عربية.

بالأهواز أتيمم قبيل كل وجبة صلاة فهل رأيت طين يتيمم بنواته ! ليسجد لرب التراب والماء ليبدأ مفصلا ركبتيَّ بالإنهيال بعد أن صارت كفيّ رمادًا كالعباس بن علي.

بالمحمرة وانا أمشط ضفاف كارون يخنقني دخان آلفه فألتثم الكوفية لأعتزم المرور بأبواب الفلاليح لأجدها مؤصدة ع غير عادة أهلها وجمار النخيل يتدلّى أعلاها كشاهدة قبر شهيد

أنزح في الأخير الى عبادان لألمح الكلاب السلوقية تنهش لحم العمال بالبحث تحت الأنقاض عني تستشمّ رائحتي الزنخة بالبقايا في كل شهادة تعلو من المنقذين لكن ثدى أمي لايدرّ لأي جثة أخرجت حتى الأن وعينيّ أمي لا زالتا معلقتين بذلك المبنى بينما تحمل طفلي يتقيأ دمًا
تترك حضرات الكلاب الموقرة المشهد ينفى وجودي وهذا الطفل لا نعلم من والده وهذه الأم لك الحرية بالبحث عن وهمك بين بقية الجثث بشرط أن تأذن لك الأمهات
وضمير الكلب لايستكنّ يحسب كوفيات العمال وبموقف نبيل يصرّح بالنبيح هنالك جسد عامل لم يدفن
يعلو نبيح الكلب مناديا زملائه للهرولة تجاه النهر
يسرن بنظم وكأنهن يتبعن كوفيات لُفًت حول قامات لاتُبصر
يلتقط لاسلكي الرئيس موجات قوية :
سيدي …
رصدنا حركة مشبوهة عند الضفة

يرجع الكلب لاهثًا مشيرًا إلى عنقه فيجد صاحبه ورقة مخبأة بطوقه مفادها ؛

أشباح العمال ستجتمع كل ليلة عند ضفاف كارون

زمزم

أنا مثقف الأهواز

تصنيفات